رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السليمان
خالد السليمان

العودة إلى جازان!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما هبطت بي الطائرة في مطار جازان لم يتملكني شعور الزائر، بل شعور العائد إلى أرض لم تغادره، وأناس لم يفارقهم!
هذه هي جازان التي احتضنتها واحتضنتني لأول مرة قبل ٢٥ عاما، وما زالت تحتضنني وأحتضنها كحضن أم تلاقي وليدها بنفس الأشواق والحب مهما زادته السنين عمرا!
تغير كل شيء في جازان، إلا الإنسان، نالت كل ملامح المدينة العصرية وعناصر التنمية الحديثة، لكن إنسانها بقي كما عرفته لأول مرة يملك كل قيم النبل والمروءة والكرم والسماحة!
وأنا أتجول في متنزه واجهتها البحرية الأنيق، تأملت في وجوه المتنزهين فوجدتها نفس الوجوه لم تتغير.. إنهم هم أنفسهم أولئك الذين أسروني قبل ٢٥ عاما في سجن بلا قضبان، تتحرر فيه الأجساد لكن تبقى الأفئدة حبيسة مشاعر الحب والوجدان!
جازان أرض المثقفين والشعراء.. بقيت كما هي، فأرضها لا تنبت إلا طيبا، في ناديها الأدبي بدعوة الأديب الحسن خيرات وحضور نخبة مثقفيها كرمني كبارها، وفي دارة صديقي عبدالله عيضه بصامطة كرمني صغارها، وأي تكريم أغلى من وسام تهديه طفلة ترى فيك مثلا!
ولم يكن ختامها إلا ليكون مسكا، ففي الحافلة المقلة إلى الطائرة، تقدم لي صبي صغير يملأ البشر والحسن وجهه ليطلب التقاط صورة «سيلفي» فقلت له بل أنا من سيلتقط معك الصورة لأفوز بأفخم «سيلفي»، لقد أبى صغير اليوم مثقف الغد إلا أن يضرب على يدي قيدا آخر في أسر جازان، وكأن القيود التي في يدي لا تكفي!
كل الشكر يا جازان.. كل الحب.. اشتقت لكم حتى قبل أن أغادركم!.
نقلا عن "عكاظ"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up