رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

عنتر يا عنتر.. تكفى يا عنتر!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما رأي الذين يقدسون الرموز، ويرون أن توظيفها في مقالة فنية ساخرة هزل لا يختلف عن (طقطقة) الجمهور العام الطام في تويتر: أن العظيم (طه حسين) لا يعترف بوجودهم أصلًا؟!
فالزميل (عنترة) ليس إلا شخصية خيالية ألَّفها (سعد خضر سعدون)، وملّحها (علي إبراهيم)، وتبَّلها (بشر غنيم)، وقدمها (خالد الرفاعي)، وبلعها (عوض عبدالله) ردًا على العنصرية الجاهلية البغيضة!! يعني ما الذي يميز الإخوة البيضان (فيذا)؟؟ الفروسية؟ أبو الفوارس عنتر.. أخلاق؟ أبو الأخلاق عنتر «وأغضُّ طرفيَ إن بدت لي جارتي * حتى يواري جارتي مثواها»! وكما تعشقون وتتزوجون بناتنا (الزيتونات) و(الزبيبات) و(الخمريات)، فإننا نعشق ونتزوج بناتكم (القمحيات) و(الجبناوات) و(القشطاوات)!!
وإن سلمنا بأن الشخصية أسطورية؛ فإن كل ما يدور حولها من أخبار ليس إلا (سوالف) تطورت حبكتها الدرامية حتى بلغت الذروة على يد (الحكواتية) في المقاهي الشعبية!
وبناءً عليه يحق للفنان المسرحي أن يعيد صياغة الأحداث وسياقاتها كما تملي عليه (شياطينه)!
وهو ما فعلناه أمس بحكاية (الحلب والصر)؛ حيث تقول الأسطورة: إن بني عبس تعرضوا لهجوم من قبيلة منافسة، سطت على العلاوات والبدلات والانتدابات؛ فلما وصلت إلى أساس الراتب، استنجد القوم به وقالوا: «تكفى يا عنتر»! فتغلى عليهم وقال: تكفى هذي تقولونها للرجاجيل الذين خلقوا للكرِّ والفر، وليس لعبدٍ خُلِقَ للحَلْبِ والصَّرِّ!!
فما كان من والده (شداد بن قراد) إلا أن صاح به: أبْكْ كِرْ وأنت حُرْ! ولم يصدقه (عنتر) حتى سجل موعدًا في (العنتر نت) لاستخراج بطاقة الهوية الوطنية!
فما الذي يؤكد هذه الرواية؟ وماذا لو كانت الحقيقة أن (عنتر) خذلهم وتظاهر بأنه (بُهْ مير نيم) حتى انتهت المعركة وعاد لحياة الرعيان المريحة المهينة؟ وماذا لو أن اسمه لم يكن (عنتر بن شداد)؛ بل (شنتر بن عداد) كما هو عنوان مسرحية ابن عمه (سعد المدهش)؟؟
أما نظريته الاقتصادية في (الحلب والصر) فقد أصبحت حقيقة في وزارة (التعليم): فما هو الحلب إن لم يكن التأمين الذي قدمته الوزارة (مجانًا) لأحد بنوك (الحلب فقط)؟ وما هو (الصر) إن لم يكن تحويل السلم التعليمي إلى (أصانصير) للنزول فقط؟ أما الحلب والصر (معًا) فقد كان في امتداح المدارس الخاصة الماصة، والاعتراف المخزي بتدني مستوى التعليم الحكومي، وتردي مستوى المعلم الوطني!! وإذا صدر هذا من الوزير بكبره؛ فلمن نقول: تكفى يا عنتر؟؟؟ نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up