رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السليمان
خالد السليمان

الأشقر «الأقشر»!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عاد ابني الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي في إحدى المدارس العالمية بالرياض إلى المنزل ليصدر فتوى بتحريم مشاهدة التلفزيون، ولأن الطفل عادة ليس سوى صدى لما يسمعه من الآخرين فقد سألته عن مصدر الفتوى فأجاب بأنها لمعلم فصله في المدرسة!
ذهبت في اليوم التالي إلى المدرسة لأتعرف على هذا المعلم وأستفسر عن صلة هذا «التحريم» بمنهج الدراسة أو بواجباته كمعلم، ففوجئت بأنني أمام معلم بريطاني «أشقر» من عيال «ظهر وبطن» إنجلترا، لكن من قالب «قندهاري»، ولم أستوعب سر توظيف المدرسة لمثله لمجرد أنه يتحدث اللغة الإنجليزية الأم! تذكرت ذلك وأنا أقرأ في الصحف أن منفذ اعتداء البرلمان البريطاني، البريطاني الأصل والمولد والنشأة، عمل لبضع سنوات في إحدى المدارس السعودية، فهل أصبحت بريطانيا لا تكتفي بإيواء المتطرفين والمتشددين العرب والمسلمين حتى صارت تصدر لنا متشدديها ليزرعوا أفكار التحريم التي عادة تتبعها أفكار التكفير في رؤوس أطفالنا؟! ثم ما هي معايير رقابة أفكار المعلمين في المدارس سواء من يبثون أفكار التشدد والتطرف أو من يبثون أفكار التحرر والرذيلة، فهل هناك من آليات لرقابة الأداء ليس المهني وحسب بل والفكري لحماية عقول الناشئة ممن يفترض أنهم مؤتمنون عليهم؟!
أعلم أننا أمام حالات فردية شاذة، لكن النار من مستصغر الشرر، وهؤلاء الشاذون هم مستصغر شرر العقول المفخخة!.
نقلا عن "عكاظ"

arrow up