رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

مواجع أوراقنا التاريخية..وتعامل الغرب معنا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وهل في أوضاعنا وحاضرنا وواقعنا ما يبرر هذا الأسلوب في تعامله معنا ؟. أزعم جازماً أن موجهة هذه الأسئلة بشجاعة أخلاقية يمكن أن تعطينا الإجابة مهما كان مذاقها مراً. (دعونا من تقليب مواجع أوراقنا التاريخية )، ولكن توقفوا قليلاً أمام هذين الخبرين وقراءة محتوياتهما كنموذجين لهذه الأوراق التاريخية، رغم ضآلتهما وعدم أهميتهما، فهما كخبرين لا يمكن أن تقارنهما بأخبار مدوية مثل سقوط بغداد أو ضياع فلسطين بدءً من حروب (1948) أو نكبة (1967) وغيرهما من محطات السقوط العربى المتتالية. إلا أن هذين الخبرين، على ضآلتهما يختزلان الإجابة على السؤالين : أين نحن من إرثنا وموروثنا التاريخى ؟ ولماذا إستهان بنا الغرب الأورأمريكى حتى صرنا مصدر السخرية في العالم اليوم ؟. بالنسبة للخبر الأول فإن ليبيا تحت سيطرة زعيمها قد فجرت ملهى (لابيل) في برلين – الغربية في عام 1986، وأسفر التفجير عن (3) قتلى و (260) جرحى، وفي عام 1989 فجرت طائرة (يوتا) الفرنسية فوق صحراء النيجر أوقع (170) ضحية بينهم (54) ضحية فرنسية. والجميع يعلم الآن اعتراف نفس الدولة والنظام مسؤوليته عن تفجير طائرة بان أميركان التى سقطت في قرية لوكربى. كل هذا العدد من الضحايا المدنيين الذين فجرتهم السلطات الليبية ماذا كان المبرر المنطقي لقتلهم ؟!. إذا كانت الإدارة الأمريكية تمارس سياسة معاوية لنا كعرب ومسلمين فهل شكل المقاومة الأمثل في هذه الحالة هو تفجير مرقص أو تفجير طائرة مدنية وقتل من فيها من رجال ونساء وأطفال أبرياء ؟. لقد ذهبت (المقاومة) الليبية للاستعمار إلى إرسال الأسلحة ودعم الإرهابيين والمتمردين والمعارضين لحكوماتهم فى كل القارات من أوربا إلى أمريكا اللاتينية ولم يسلم من ذلك جيرانها العرب والأفارقة من القارة الأفريقية، وهذا سجل حافل بهذه (الإنجازات) الإرهابية. أهدرت القيادة الليبية مقدرات الشعب الليبى البترولية في هذه المغامرات العبثية، والتى كان من الممكن أن توظف لنهضة ونمو وتعليم وصحة ورفاهية الإنسان الليبى. ولكنها إختارت إهدارها في هذه المغامرات العبثية وتحت مظلة شعارات غوغائية، وقد صرفت البلايين علي هذا الهذر. والآن وبعد أن أحكمت الإدارة الأمريكية قبضتها على المنطقة العربية، ونقلت الفضائيات صور الرئيس العراقى المذلة على العالم كله بعد أن ألقت عليه القبض محشوراً في حفرة العنكبوت، تلقت القيادة الليبية إشارات ودلالات ومضمون هذه النهاية البشعة على صدام حسين بصورة مباشرة، فأعلنت استسلامها التام والكامل للإدارة الأمريكية، وترجمت ذلك مباشرة في فتح أبواب مفاعل أسلحتها – سواءً للدمار الشامل أو غيره -، وأعلنت إعترافها بكافة ما نسب إليها من جرائم ضد المدنيين الأجانب ، بل وأعلنت تحملها لكافة مسؤولياتها عن هذه الجرائم، ودفعت – مرة أخرى – من أموال شعبها هذه الملايين كتعويضات مادية. من قبل دفعت – من أموال شعبها – لتمويل أعمالها الطائشة... والآن مرة أخرى تسدد فواتير نتائج هذه الأعمال !. كم من المليارات من أموال الليبيين أضاعتها هذه القيادة ؟ . وكم من الزمن أهدرت من عمر مواطنيها لتعود إلى جاد الطريق ؟ فكيف لا تكون مثال سخرية العالم وهذا هو واقعنا، وهذه هى نماذج أنظمتنا ؟. وقد عبر مسؤول كوري شمالي عن هذه السخرية قائلاً بأنه من العته والبلاهة أن ينتظر من بلاده أن تحذو حذو ليبيا في موقفها من برامج تسليحها. إن ليبيا التى يقوم نظامها السياسي علي أسس الجمهورية – مثل العراق – ظل رئيسها يحكم منذ أكثر من (30) عاماً تعاقب خلالها على حكم الولايات المتحدة ما لا يقل عن (6) رؤساء. وهذه الأنظمة التى إغتصبت السلطة بالسلاح، لم تستطع تحقيق الحد الأدنى من الشعارات التى رفعتها كمبرر لانقلاباتها ، بل على العكس إزداد الفقراء فقراً بعد أن نهبت ثروات البلاد واستشرى الفساد، واستبيحت الحقوق والأعراض. والمشكلة الكبرى أنك ما أن تفتح ورقة هذا الملف المخزي إلا وتجد من يثور في وجهك يصف هذا الإتجاه من التفكير بأنه نوع من جلد الذات، هذا إذا لم يلصق بك تهمة العمالة لأمريكا، أو كتهمة أخف بأنك تقوم بعملية توهين لعزم أمتك. عن مادفعتة ليبيا كتعويضات لأسر ضحايا عملياتها الخرقاء من أموال الشعب لن يخفف من دلالاتها هذا الكم الهائل من الشتائم التى يكيلها وزير خارجيتها وغيره من المسؤولين للدول والشعوب العربية. بل هى كما هو واضح لكل عاقل – مجرد مظلة وستار تحاول أن تتستر تحته النخبة الحاكمة لإكمال مشوارها الجديد تحت توجيه العصا الأمريكية ! "إذن إذا عرف السبب بطل العجب "

arrow up