رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

(سبع البرمّبة) في البيت

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قرأت تحقيقاً عن معاناة بعض الزوجات مع أزواجهن الشرسين، وإليكم نموذجان منهن فقط: تشير (حسناء) إلى أنها كانت تتعرض يومياً للإهانة من زوجها، ما يجعلها تغادر البيت إلى بيت أهلها، ثم تعود بعد أن يقنعها ذووها بأن زوجها يعاني من مشكلات نفسية ومن الضروري أن تقف معه وتسانده في هذه الظروف، وفقاً للعادات الاجتماعية.
فيما تؤكد (ُربى) أنها عانت الأمرين مع زوجها المدمن على المخدرات، والذي كان يوجه إليها (لكمات) كلما عارضته أو طلبت منه أن يشتري شيئاً ضرورياً للبيت، إلى أن اضطرت لمغادرة المنزل من دون أن تلجأ إلى الشكوى بحقه ­ انتهى.
وأمسكت بالمرسمة وأخذت أفكر، ثم أفكر وأفكر وأفكر، وعندما أعياني التفكير، وجدت أن لا مناص لي إلا أن أتقمص شخصية (ست البيت)، متخيلاً كيف تقضي ساعاتها في بيت (وحش مفترس)، وهي تبدأ يومها التعيس قائلة كالتالي:
بعدما رضعت (سلوى)، غّيرت الحفاضة (لمحمود)، ثم دّرست (أحمد) قليلاً، وحللت مع (فاطمة) واجب الرياضيات، وفطرتهما وعملت لهما (سندوتشين) ووضعتهما في حقيبتهما، ورافقتهما للباب وقبلتهما ونصحتهما ودعوت لهما وهما ذاهبان إلى مدرستيهما.
واتصلت (بالبقالة) وطلبت بعض الأغراض، ثم بدأت بتنظيف البيت والحمامات ومسحت البلاط بكامله، وعلقت الجلايل، وكويت الثياب، وأخذت (الأواعي) ووضعتها في الغسالة، ثم ذهبت لتلميع أحذية (سبع البرمبة) زوجي.
وإذا بجرس الباب يرن، وفتحت الباب وأخذت الأغراض من صبي البقالة وحاسبته، ووضعت المشتريات في الثلاجة.
ثم لبست (المريلة) واتجهت للمطبخ لتجهيز وجبة الغداء، فنقعت الفاصوليا، وفرمت اللحمة وتبلتها، وبدأت بتقطيع الثوم والبصل وعيناي تدمعان، وفتحت الفرن ولسعتني حرارته بيدي، وصرخت من ش ّدة الألم دون أن يسمع أحد صرختي.
وبينما أنا في هذه (الزحمة) سمعت الباب الخارجي يفتح ثم (يترزع) بقوة، فعرفت أن زوجي قد عاد من عمله، الذي اتجه هو دون سلام أو كلام إلى غرفة النوم، وقلع ثوبه وطوح به على الأرض، واتجه (بالسروال والفانلة) وانطرح على الكنبة مثلما ينطرح البعير الأجرب، وأخذ يجّعر بصوت يزلزل أركان البيت منادياً حرمة، يا حرمة، يا حرمة تعالي «حرمت عيشتك»، لقد انبح صوتي وأنا أناديك، وأن ِت ما عندك غير (الدلع والنوم).
وحضرت سريعاً وأنا أرتجف من شدة الخوف، وما إن وقفت أمامه حتى سد أنفه قائلاً لي بقرف: (أف) إيش ريحة هذه (الزفارة)؟!، وكمان جيتي لي بمريلة المطبخ (!!)، روحي جيبي لي كاسة مايه أبل فيها ريقي، الله لا يبل لك ريق لا دنيا ولا آخرة، قولي آمين. نظرت له ملياً وأنا صامتة ثم قلت له: آمين.
نقلا عن الشرق الأوسط















arrow up