رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

لا أنت دجاجة ولا صاحبك بيضة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما ضرب (الزبداني) ونهر (بردى) في سوريا (بالبراميل المتفجرة) تذكرت ما قاله الشاعر (فتيان بن عال الأسدي الدمشقي) عن الزبداني: قد أجمد الخمر كانون بكل قدح وأخمد الجمر في الكانون حين قدح يا جنة الزبداني أنت مسفرة بحسن وجه إذا وجه الزمان كلح فالثلج قطن عليك السحب تندفه والجو يحلجه والقوس قوس قزح وعن بردى يقال: دخل (أبو نصر المنذري) على (أبي العلاء المعري) في جماعة من أهل الأدب، فأنشد كل واحد من شعره ما تيسر، وأنشده أبو نصر: وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم نزلنا دوحه فحنا علينا حنو الوالدات على الفطيم وأرشفنا على ظمأ زلالا ألذ من المدامة للنديم يصد الشمس أنى واجهتنا فيحجبها ويأذن للنسيم يروع حصاه حالية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم فقال له أبو العلاء: أنت أشعر من بالشام – انتهى وأنا أقول: يا ليت الشعراء كانوا هم الحكام! *** قيل انتشل لص من فقيه فاضل صّرة فيها مال له وهرب بها، فأخذ الفقيه الفاضل يجري وراءه صائحاً: وهبتك، قل قبلت... وهبتك، قل قبلت. يريد أن يهبها له حتى لا يقع في الذنب! وقال صاحب الراوية بعد ذلك: عظمت النفوس فعظمت الأخلاق. وأنا بدوري أقول: (تف عليك حامضه)، ولو أن الشيخ الفاضل ذاك كان سريعاً ونشيطاً وقبض على اللص، لكان قد (طين عيشته)، وساعتها لن تكون هناك عظمة للنفوس ولا عظمة للأخلاق، واتركوا الحكي الذي لا ينزل من الزور. *** بها ­ وهو بالمناسبة أحد الكتاب وله كنت جالساً مع صديقين وامتد النقاش بينهما حول (رواية) طرحت بالأسواق أخيراً، فأخذ الأول يتفهها، فانفعل الثاني لأنه كان معجباً في حياتك. عدة إصدارات ­ فقال له بغضب: والله إنك أنت التافه وليست الراوية، وأنت أساساً غير مؤهل لنقد هذه الراوية، لأنك لم تؤلف كتاباً واحداً فرد عليه الأول بكل هدوء: هذا كلام (فاضي)، صحيح أنني لم أؤلف كتاباً ولم أضع كذلك بيضة واحدة في حياتي، ولكنني أستطيع أن أعطي رأيي في البيض المقلي أكثر مما تستطيع الدجاجة!
أنه أهانه، وهو يقول: أنت تقول: إنني دجاجة يا (..........). للمضاربة معتقداً فقذف الثاني بعقاله وشماغه من شدة الانفعال متحفزاً بينهما قائلاً: اذكروا الله، فلا أنت دجاجة، ولا صاحبك بيضة. فتدخلت سريعاً *** كثير من الناس يبتهلون إلى الله، لكنهم يتمنون في أعماقهم ألا يكون مجموع 2+2=4.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up