رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

رحم الله من «فاد واستفاد»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قرأت عن مشروع من الممكن تحقيقه – فراقني ما قرأت – وهو مشروع إن قلتم عنه إنه خيالي، أو إعجازي، أو واقعي فلن تجانبوا الصواب.
وهو باختصار، عبارة عن عبقرية تفتقت بها عقول أهل (الإمارات)، عندما شاهدوا الفيضانات التي تجتاح باكستان سنوياً ، وتغرق ما يقارب من ثلث البلاد، فطرحوا عليهم مشروعاً طموحاً يخفف أخطارا من هذه الفيضانات، وفي الوقت نفسه هي تستفيد من هذه المياه، وذلك عندما تنشئ بحيرة هائلة، اتساعها لا يقل عن اتساع بحيرة (ناصر) بمصر، ومن ثم تمد عبر بحر العرب أنبوباً ضخماً إلى مدينة (صحار) العمانية، ومنها على (أبوظبي) مرورا بكل الإمارات الأخرى.
وللمعلومية، فكمية المياه في نهر (الدال) باكستاني هي ِضعف المياه في نهر النيل.
وأحلى ما في هذا المشروع الجبار أنه لا يحرم باكستان من مياه نهرهم؛ لأنه لا يستمد مياهه سوى من فائض الفيضانات، والنتيجة هي مصلحة متبادلة، وهذه البحيرة الضخمة سيطلقون عليها اسم بحيرة (زائد)، وسيكون استيعابها ما لا يقل عن (90 في المائة) من مياه الفيضانات المدّمرة، وهي بدورها ستنقذ كثيرا من الأراضي الباكستانية من الغرق.
وللمعلومية، فالمسافة من سواحل باكستان إلى إمارة (الفجيرة) هي في حدود (540 (كيلومترا فقط، وعليكم أن تتخيلوا الانقلاب الكبير الذي ستحدثه تلك المياه في طبيعة الصحارى بالإمارات، التي ستنشئ ما يسمى الحزام الأخضر العظيم المقترح، الذي سيكون لبنة الأساس في البدء في تشجير الصحراء، بحيث يكون حاجزا مانعاً لزحف رمال صحراء الربع الخالي، مع إقامة مناطق حرة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية والصناعة الخضراء.
ويا حبذا لو أن ذلك النهر امتد إلى (قطر) و(البحرين) و(المنطقة الشرقية) في السعودية، ولا ينتهي إلا في (الكويت)، ولو أن (العراق) صاحبة (النهرين) تريد شيئاً منه، فلا بأس من إمدادها.
ودول الخليج لو أنها ساهمت مجتمعة في هذا المشروع، ستتوزع تكاليفه فيما بينها.
إنني لا أمزح، فمشروع بهذه العقلانية والطموح لا يستحمل المزاح، والقول السائر يقول: (اسع يا عبدي وأنا أسعى معك).
ولكي نختمها ختاماً يشبه المسك، يا ليت السعودية تعمل اتفاقية تبادل مصالح طويلة الأمد (لا يخر منها الماء)، بينها وبين (مصر والسودان) لمد أنبوبين عبر البحر الأحمر الذي لا يزيد عرضه بالمتوسط عن (300 كيلومتر)، ويصب في (تهامة)، وتبقى مشروعات التحلية كما هي أساساً ورحم الله (من فاد واستفاد) ولأول مرة يا (أبو المشاعل) تقول كلاماً (يجمد على الشارب)... الله يوفقك.
نقلا عن الشرق الأوسط














arrow up