رئيس التحرير : مشعل العريفي

"الأحمري" يتساءل "هل البغض في الله من الإسلام".. ويكشف عن أحد أهم أسباب التطرف !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: تمسك الكاتب فهد الأحمري في مقاله المعنون بـ "هل البغض في الله من الإسلام"، بعدة قيم، جاء في مقدمتها: "حب الناس والحياة وحب الحق والخير والجمال والأخلاق والمثل العليا"، معتبرًا أن البشرية جميعها تُعلي من تلك القيم.
ومن النقاط السابقة، انطلق الكاتب في مقاله بصحيفة "الوطن"، ليؤكد أن الإسلام جاء بكل ما هو جميل، وجاء ليُعلي من تلك المبادئ لا ليقطعها ويمنعها ولا ليُحل البغضاء والكراهية بين الخلق، مؤكدًا أن الآيات القرآنية التي نزلت في بغض غير المسلمين واتخاذهم أعداء كانت خاصة بـ "المحاربين".
ولفت الكاتب إلى أن الدين الإسلام لم يُحرم حب غير المسلم لذاته أو لقرابته أو أي علاقات إنسانية أخرى كالجيرة، والزمالة، والصداقة أو حبه لحسن معاملته وخلقه وعلمه ونجاحه، والدليل على ذلك أن الإسلام أجاز الزواج من الكتابيات، وهي العلاقة الزوجية التي قال تعالى عنها الله "وجعل بينكم مودة ورحمة"، وهو ما يعني أن الزوجين سيكون بينهما مودة وحب ورحمة وإحسان.
كما ألقى "الأحمري" الضوء على بعض الأحاديث الضعيفة التي تستخدم كدليل على "البغض والكره للآخر"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد صحيح صريح لكره الآخر لأنه مختلف معنا في الدين أو المذهب، مضيفًا : كل ما هنالك أحاديث لا تصح، ومن أشهرها «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»، وقد تكلم المحدثون في إسناده بالتضعيف ونسبه البعض موقوفا على مجاهد بن جبر. هناك من حسنه لغيره، وهي درجة ضعيفة في الحسن لا يليق أن نقيم عليها عقيدة في البغضاء والكراهية لغير المسلم تتسبب في التنفير من دين الله وتتطور إلى ما رأينا من خطف وحز رؤوس لمدنيين من سياح وإعلاميين وحقوقيين لمجرد أنهم غير مسلمين.
هناك نصوص أخرى في الباب ليست أحاديث نبوية بل من أقوال محدثين، مثل ما يروى عن كعب الأحبار، الذي كان يروي الإسرائيليات، كقوله: «… من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان».
لم يصح في هذا الباب سوى «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار»، ورغم وروده في البخاري ومسلم إلا أنه لم يرد فيه البغض للآخر، ثم إنه خبر، وغايته رتبة معينة في الكمال. مفهوم «البغض في الله» مخالف لسيرة نبي الرحمة عليه السلام. وأنعم بها من سيرة، حافلة بالخلق والتعامل الحسن مع المسلمين العصاة مرتكبي الكبائر ومع غير المسلمين أيضا، مما حدا بالكثير لاعتناق الإسلام ليصبحوا صحابة مبجلين.
واعتبر الكاتب أن دعوة الأوائل لم تكن قائمة على مبدأ «البغض في الله»، بل قائمة على الرحمة لعموم الناس ودعوتهم بالحسنى والخلق الكريم وتكريمهم للإنسان، متسائلاً: كيف يصبح البغض واجبا دينيا يثاب عليه الإنسان المسلم بينما الإسلام، في ذاته، دين محبة وسلام ورحمة وشفقة للعالمين أجمعين.
واختتم الكاتب مقاله بقوله: هذه المفاهيم الخاطئة التي حشونا بها كتب أطفالنا المنهجية وسمّمنا بها عقولهم، هي في الواقع تتحمل الجزء الأكبر من كارثة التطرف التي أفسدت الحياة ودمرت الأرض.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up