رئيس التحرير : مشعل العريفي
 هيلة المشوح
هيلة المشوح

لا إنكار في خلاف!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حين احتفلت جامعة الفيصل بتخريج طلابها وطالباتها الأسبوع الماضي ­وهو حدث طبيعي­ كان هناك من يترصد الحدث في «الركن البعيد الصاخب» وهم شلة الفرقعات الاستشرافية باسم الدين ومن لف لفهم من شعبويين مهمتهم دغدغة العاطفة الدينية للمجتمع في مواقع التواصل «فالأول يثبت والثاني يشوت» أو العكس فتمخضت عقولهم بوسم في تويتر (#جامعة_الفيصل_تفرض_التبرج) وكان وسمهم العام الماضي وبنفس التوقيت (#موسيقى_واختلاط_جامعة_الفيصل) للتدليل على انحلال المجتمع ومؤسسات الوطن وصروحه وشب جذوة الفتنة بين أطيافه وهذا أمر غاية في الخطورة.
المتتبع لحراك مجتمعنا سيجد أننا فع ًلا نتغير.. وهذه سنن الكون فالتغيير أمر طبيعي بل حتمي في أي مجتمع وفي كل حضارة ومن ينشد الأمام لا مناص له من مواكبة قبس التقدم جغرافيًا وليس تاريخيًا في رحلة تعيدنا للماضي والانغماس بخيالات لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تحركنا إلا صوب التخلف والتكلس والجمود، وهذا التغيير منوط بتغيير بعض التقاليد التي مزجناها بالدين لنخرج ثقافة شوهاء لا تقبل الرأي ولا الاختلاف ولا حتى النصوص القرآنية أو سنن المصطفى أحيانًا، فلماذا يستمر الفهم السائد بالتبرج على ما هو عليه كل هذا الوقت ولماذا لا تصحح هذه الثقافة «بفرض» عدة قواعد فقهية تيسر حياة الناس وتجعلهم يتقبلون ممارسات بعضهم البعض دون وصاية أو تدخل أو تفذلك، كقاعدة «لا إنكار في خلاف» وهي قاعدة عظيمة لو طبقت ستختصر علينا الكثير من اللغط الذي قد يصل حد القذف أحيانًا لمن نهج أمرا مختلفا فيه ككشف الوجه للمرأة على سبيل المثال، وما طال طالبات جامعة الفيصل من التوغل في الأعراض والشتائم خير مثال، «وكلو لوجه الله» حسب الفهم العام البسيط بينما تلك القاعدة العظيمة توضح بجلاء أنه لا يحق لبشر أن ينكر عليك شيئا اختلفت عليه المذاهب في الإسلام في كل ما هو محل اجتهاد بين علمائها.. فأين نحن من تلك القاعدة؟
ولماذا ُخبئت كما خبئ غيرها من القواعد الفقهية التي تظهر لنا الوجه الجميل والسمح من ديننا؟!
نعم.. نحتاج أن نعيد فهمنا للدين برؤية مختلفة تواكب العصر كما نحتاج كشف بعض الأمور المبهمة عمدًا ولا سبيل غير المكاشفة.
نقلا عن عكاظ
 

arrow up