رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبده خال
عبده خال

رعد حماية للذات

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

اليوم ليس هو الأمس حتى وإن شابهه.. فبالأمس كانت قوات صدام حسين تهدد دول مجلس التعاون تهديدا مباشرا، بدأ بغزو الكويت واستطالت رغبته في تقويض المنطقة للسكوت عن فكرة التمدد. والتمدد فكرة استيطانية تبدأ باحتلال جزء من أرض ومواصلة المشروع وفق الرغبة والقوة للمستوطن، هذا على مستوى الأرض، بينما هناك تمدد أيدلوجيا لا تحده حدود يسعى لاجتذاب المؤيدين والمؤمنين بالفكرة ذاتها حتى إذا حدث ذلك تم استيطان الفكر والأرض. ومهما تطور العالم تظل رغبة الدول لا حصر لها، خاصة مع امتلاك القوة (بأي صورة كانت) إذ تغدو الرغبة الإبقاء على تلك القوة واستثمارها دوليا من أجل تحقيق المصلحة الوطنية. والمملكة وصلت إلى سمعة دولية لا يستهان بها في إحلال السلام بين جيرانها، أكسبتها بعدا عالميا ودوليا وإقليميا في كثير من القضايا الدولية. وظلت لعقود ملتزمة بموقفها السلمي تجاه أي منازعات دولية بشعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كان. ومع مقدم مخطط (الفوضى الخلاقة) كان العالم العربي على موعد مع إسقاط الدول وإحلال واقع الشرق الاوسط الجديد القائم على تجزئة البلدان العربية تجزئة تحقق عدم وجود دولة ذات قوة بشرية أو اقتصادية، ما يحقق تفرد إسرائيل وإذابة جميع أعدائها بالتقسيمات. في ذلك المخطط كانت السعودية ذات الثقل العالمي مستهدفة بطريقة أو أخرى (وإن تأخرت إثارة النزاع عليها أو فيها) ومع تعطل الفوضى الخلاقة في الدول العربية كان من المهم أن تتحرك السعودية دبلوماسيا وعسكريا لحماية وجودها. ومن يظن أن السعودية تقدم على سياسة مغايرة لشعارها الثابت (عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير) يكون ظنه مجافيا للحقائق المستترة التي تستهدف أمنها ووجودها. وحين دخلت في تحالفات عربية وإسلامية ودولية إنما جاءت -تلك التحالفات- من أجل الإبقاء على وجودها وأمنها، وهو أمر شرعي وقانوني حتى وإن لم يسترع ذلك التحرك فطنة البعض. ولأن السياسة موقف متجدد يفرضه الواقع والمتغيرات في موازين القوى كان على السعودية أن تنتقل من موقع إلى آخر، مستهدفة صيانة أمنها، ومظهرة قوتها العسكرية والبشرية والاقتصادية وتحالفاتها مع الأشقاء والأصدقاء. وما مناورات (رعد الشمال) إلا وسيلة من جمل الوسائل المتخذة للذود عن مصالحها. وقد جاء رسميا أن هدف المناورات هو تطوير كفاءات القوات السعودية، ورفع جاهزية القتال لدى الجيوش العربية لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الإرهاب. ومع هذا الخطر فثمة أخطار أخرى ليست بعيدة عن أنظار المتابعين، فالمنطقة غير مستقرة ويتم شحنها يوميا بتأزمات تسرع من عملية المواجهات المختلفة. ولأن المملكة أعلنت عن استعدادها لخوض عمليات برية في سوريا فمن الضروري أن تجري مناورات لجيشها والجيوش المشاركة في الحلف الدولي والإسلامي والعربي.. فرعد الشمال صورة للذود عن أمن المنطقة جميعها. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up