رئيس التحرير : مشعل العريفي

أنور عشقي يكشف لـ "المرصد" تداعيات زيارة "ترامب" للمملكة...وهكذا أجاب على فكرة "ناتو إسلامي عربي" !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

خاص صحيفة المرصد: التقت صحيفة المرصد سعادة اللواء المتقاعد  أنور عشقي، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في الشرق الأوسط (مركز خاص) وهو محلل عسكري وخبير استراتيجي، في لقاء يسبق زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، ليُحدثنا عشقي عن رؤيته لتلك الزيارة وتقييمه لها، وكيف تؤثر تلك الزيارة على إيران.
رافق «عشقي» ولي العهد السعودي السابق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ووزير الدفاع والطيران السعودي فترات طويلةكعضو في فريق العمل، ومن هذا المنطلق يعتبر أفضل من يتحدث عن التعاون السعودي الأمريكي وإمكانية تشكيل «ناتو إسلامي عربي» على غرار «حلف الناتو».
في هذا اللقاء، الذي حاوره نائب تحرير صحيفة المرصد، علي الجمل، تحدث عشقي عن الأوضاع داخل إيران كما شاهدها في زيارة لطهران، وكذلك أهداف التدخل الروسي في مساندة نظام بشار، وأيضًا تطرق للحديث عن الأوضاع في مصر ومستقبلها، كل ذلك بجانب المحور الأساسي للحديث وهو زيارة "ترامب" للمملكة.
إلى نص الحوار:
◄ س/ مارأي سعادتكم في الزيارة القادمة للرئيس الأمريكي "ترامب" للمملكة العربية السعودية كأول زيارة خارجيه له؟
ج/ هذه الزيارة تأتي وفق خطة أمريكية  لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وكبح  إيران في محاولتها للتمدد في المنطقة، والتدخل في دول المنطقة  ،و إيقاف الحرب في سوريا ،وتحقيق السلام بين الفلسطينيين ودولة إسرائيل، وقد قدم الرئيس الأمريكي لبعض القادة العرب لأخذ مشورتهم والاستئناس بآرائهم، وأولهم ولي ولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان، والمملكة هيّ الشريك الصادق للولايات المتحدة الذي لا يُخادع فهي القائدة للعالم الإسلامي والعربي فهي رأس الحربة والقائدة الكبيرة لجميع دول العالم الإسلامي بصفة قبلة المسلمين بها.
سوف تكون القمة الأولى مع الملك سلمان، وهناك قمة مع دول مجلس التعاون، وسوف يفتتح اللقاء ويتشاور مع قادة العالم الإسلامي في أمرين القوة الناعمة والقوة الصلبة.
القوة الناعمة وهي محاربة الاٍرهاب في عملية الحرب الفكرية ضد الاٍرهاب، وحرب تقنية في مواجهة الاٍرهاب، وحرب نفسية لمواجهته.
سوف يفتتح "ترامب" مركز لمواجهة الاٍرهاب في العاصمة الرياض وهذا تميز وفخر للمملكة، بأن يكون لديها معهد متخصص لمواجهة الاٍرهاب وفق أسس علميه وأمنية.
ويتجه لإسرائيل فيما بعد لعمل لقاء مع قادتها وقادة الفلسطينيين لعمل اتفاقية معدة أجندتها مع الفريق المرافق له، بهدف وجود شرق أوسط ديمقراطي، وهو قد قطع على نفسه وعدًا للأمل والبناء في اليمن بعد الشرخ الأكبر بين صالح والشعب اليمني وبعد احتلال الحوثيين للسلطة وتصالحهم مع صالح فهو يهمه الأمن قبل الديمقراطية، فيريد حماية المملكة كحليف استراتيجي لأمريكا والمبنية على تحالف سابق في عهد الملك عبد العزيز.
وكان الملك عبد الله رحمه الله  قد أسس لمفاوضات لحل مشكلة الفلسطينين، تنطلق من مناورات سياسية لأي أَمْر يهم الطرفين وبحسب حماس ووثيقتها أصبح هناك أكثر مرونة ودوّل راعية لها من الاْردن ومصر، والمملكة لاترغب في الدخول في مفاوضات مع إسرائيل إلا بعد أن تعترف بالمبادرة العربية والتي كان رأس الحربة بها موقف الملك عبد الله  قبل وفاته وأن تكون المفاوضات وفق المبادرة العربية.
 
 ◄ س/هل زيارة ترامب للمملكة شكلت صدمة للنظام الإيراني ؟
ج/ نعم شكلت صدمة، فالمملكة دولة قيادية ولها ثقلها السياسي ودولة عاقلة ومعتدلة في سياساتها بخلاف إيران التوسعية ونظام الملالي الذي يتحكم بسياستها وهو نظام إيراني فاشي لا هم له إلا التوسع والهيمنة على الدول المجاورة.
قد ينهار النظام الإيراني قريبًا بعد مطالبة الشعب بأبنائهم الذين زُج بهم في المنطقة وفي مساندة بشار وأعوانه، وإيران وميليشياتها لاترغب في مؤتمرات آستانه ومبادئ جنيف، الذي وافق عليها مجلس الأمن.
◄ ما رأي سعادتكم أن يكون هناك تشكيل «ناتو عربي إسلامي» بقيادة المملكة؟
ج- المملكة لها ثقل في العالم الإسلامي والعربي، والدول العربية تثق بها ثقة مطلقة لأنها حاليًا تقود العالم الإسلامي والعربي واحترامها للعلاقات الدولية، واحترامها الصداقات ولديها رأي خاص فهيّ قائدة وليس لأحد أن يقودها خلاف حكامها، فهيّ الدولة الأولى في الشرق الأوسط.
وعندما نعود لتاريخ أوروبا نجدها أنها ظلت تتقاتل ٤٠٠ عامًا، وفِي النهاية كانت آخر حرب هيّ الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها حوالي ٤٠ مليون، بعدها قام الحلفاء بعمل حلف  أوروبي وكانت الولايات المتحدة هيّ من يقود هذا التحالف وأصبحت مهمته حل المشاكل بين الدول، والولايات المتحدة كانت هي عمود هذا التحالف وأبعدت الاتحاد السوفيتي عن أن يؤذي الاتحاد الأوربي نوويًا، وواجه جميع التحديات التي تأتي من الخارج.
«الناتو العربي والإسلامي»، قد يُحقق حل الصراعات بين الدول الإسلامية وأيضًا سيقف أمام أطماع إيران التوسعية في المنطقة وسيقف أمام توسعها في محاولتها احتلال العواصم العربية وجعلها تابعة لها كسوريا والعراق واليمن.
والنظام الإيراني نظام فاسد ، وروسيا ليس لها إلا مصالحها وسوف يكون هناك مقايضة بين النظام الأمريكي والروسي، وسيخير بشار إما أن يذهب لإيران أو روسيا.
هناك عبثية ومماطلة من النظام السوري مع المعارضة، وكان هذا النظام سينهار فعليًا لولا وقوف النظام الإيراني معه وحزب الله والشيعة الداعمين له كسليماني وخلافه من القادة الإيرانيين، وأنا أرى أنها مجرد شهور وسينهار هذا النظام، وإيران قد تتعرض لمشاكل داخلية من شعبهم عبر مظاهر الفقر واقتصادها المتدني والذي لا يملك الثروات فيه إلا الملالي، والشعب يعاني من أزمات اقتصادية خانقة.  ◄ لماذا العالم العربي والإسلامي كله حروب وتطاحنات وأمراض وفقر وكوارث؟
سببها من وجهة نظري اثنان لا ثالث لهما وهما:
1- الصراع الإسرائيلي وتوسع إسرائيل في المستوطنات والبناء.
2- إيران ومحاولة توسعها بالمنطقة ومحاولة فرض نفسها على أنها الشرطي الأكبر بالمنطقة وهي الآن تمر بمرحلة تخبط وهيّ لا تُريد أن تعود للخلف وسوف ينهار النظام وهي بنفس وضع الاتحاد السوفيتي قبل انهياره "فقر مدقع وعدم ثقة الشعب بالنظام"، وعندما زرت إيران وجدت ملامح التخلف بسياستها ووجدت كره شعبها للقيادة لما يُعانوه من فقر وويلات من قرارات النظام في المنطقة.
هناك فرق كبير بين الشيعة العرب والشيعة الإيرانيين في توجهات كل واحد منهما فالشيعة العرب لا يسبوا الصحابة ومؤمنين بالقرآن أنه ثلاثين جزء بخلاف شيعة الملالي الذين انساقوا وراء الملالي وولاية الفقيه وسب الصحابة والمتعة والخلافات الكبيرة مع من يخالف مذهبهم.
◄ س/ هل تؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
لا أؤيد تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا وفقًا للعلاقات الدولية ورعاية من مجلس الأمن، ولا يمكن إلا إذا أعطوا الفلسطينيين حقوقهم والمد الإسلامي سيحتوي الإسرائيليين فيما بعد إن صدقت الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع القيادة الفلسطينية وكانت تتفق مع وثيقة حماس والتي بدأت تفهم اللعبة جيدًا.
◄ س/ ما رأيك في الأزمات التي تمر بها مصر حاليًا؟
مصر بها شعب عظيم والقياة جيدة أنقذت مصر من ويلات كبيرة ويجب على الدول العربية والعالم أجمع دعم مصر وتحررها من قيودها وهم لديهم مكامن الحضارة والوضع الاقتصادي بها صعب، وهي كانت الدولة الأولى في القمح، ولابد أن تنفتح على جميع العالم كقيادة تستثمر في شبابها لأنها من أساس القومية العربية ومن المؤثرين سياسيًا وكقوة عسكرية لا يستهان بها وشعبها منتج وخلاق.
 ◄ س/ هل ترى أن الرئيس الأمريكي الحالي يختلف عن الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الأمريكية؟
إذا صدق في تحقيق أهدافه التي انطلق منها فسيكون الأفضل وهو يختار مساعديه ومستشاريه جيدًا، بخلاف الرئيس السابق أوباما، كان معتد بنفسه وللعلم الكريم ليس الرئيس الأمريكي هو القوي بذاته بل يعرف كيف يختار رجاله ومستشاريه وأنا أشبه اختياراته كاختيارات الملك عبد العزيز لرجالاته إبان حكمه، رحمة الله رحمة واسعة.
◄ س/ ما رأي سعادتكم في زيارة ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان لأمريكا؟
ج- الأمير محمد بن سلمان عند زيارته لأمريكا وضع السياسة السعودية وآرائها تجاه ما يدور في المنطقة، لذلك ارتاحت القيادة الأمريكية لهذه الآراء، وتعرف أن قادة المملكة صادقين وعمليين وتنفيذيين، مبدأهم العدالة وتطبيق الشريعة السمحة دون تشدد وغلوا والتي ورثوها أبًا عن أب بالاعتدال والعقلانية باتخاذ قراراتها وتوازنها الاستراتيجي، وتحالفاتها المدروسة وتوازنها المالي والاقتصادي والسياسي وتوقعي أن الزيارة للرئيس الأمريكي ستُحقق أهداف عسكرية واقتصادية تعود على البلدين بالنماء والاستقرار.
والأمير محمد بن سلمان رباه ملك محنك عاصر عدة ملوك ويملك حس سياسي واقتصادي كبير ومحاط بلجنة خبراء أيضا ممن يملكون كارزما القيادة كوزير الخارجية السعودي والوزراء الشباب والأمراء الذين شكلهم الملك في تعييناتهم الجديده لجيل شاب وواعد يمتلك شهادات كبرى وخبرة ليست بالبسيطة لكل واحد من هذه القيادات الشابة، إضافة إلى كاريزما ولي ولي العهد السعودي بدهاء سياسي تشكل منذ الصغر بمرافقته لوالده أدام الله عزهم وأبعد عنهم الشرور.
◄ س/ ما رأيكم في السياسة الروسية وتدخلها حاليًا مع إيران وفِي سوريا؟
الروس وجدوا مصالحهم في الوقوف مع إيران وسوريا ودعمها، وروسيا لا تريد تغيير العلاقة العسكرية في العراق وسوريا فلها مصالح وغازها الطبيعي يمر من المنطقة ويضغطون على أمريكا حاليًا حتى تبعد عنهم فيما فعلوه في أوكرانيا ولديها مصالح مع إيران والنظام السوري ويريدون أن يكون لهم قواعد بحرية في أوروبا وآسيا.ويُريدون تيسير مرور سفنهم عبر المنطقه والآن بدات أمريكا في التقارب مع القياده الروسية، فهي مصالح واقتسام للكعكة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up