رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

قدر المملكة هو أن تلعب هذا الدور !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لن يأتي بجديد من يتحدث عن أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لقادة العالمين العربي والإسلامي، "للإجتماع مع الرئيس الامريكي ترمب خلال زيارته للرياص وما يمكن أن يتمخض عنها من نتائج سياسية، خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصاعدا خطيرا في وتيرة التناحر والشقاق والتمزق بين الأشقاء العرب، يقابله في الجانب الآخر تعنت إسرائيلي وتصاعد في عمليات المشروع الصهيوني لتهويد القدس، واغتصاب الأراضي والمنازل وبناء المزيد من المستوطنات، تحت مظلة تهاون، أو تواطؤ، أو تخاذل أمريكي، جعل من استئناف المفاوضات والسير في اتجاه العملية السياسية لحل القضية أمرا غير ممكن.
في ظل واقع مثل هذا يبدو بديهيا استكشاف ما يمكن أن تفتحه هذه القمة من آفاق، وما يمكن أن تحدثه من اختراق لهذا الواقع نحو واقع بديل، تتوفر فيه للأمتين العربية والإسلامية ظروف أكثر ملاءمة لمواجهة هذه التحديات. غير أن ما يغفله المراقبون السياسيون هو أمر آخر، أكبر خطورة وأهم تأثيرا، ليس على مستوى المنطقة وصراع الشرق الأوسط فحسب، بل وعلى مستوى المنظومة العالمية برمتها، ألا وهو التحرك السعودي الذي أخذت دوائره تنداح اتساعا، وبخطوات هادئة ومدروسة وواثقة تتجاوز في مداها أجندة القم العربية و الإسلامية ا ذلك أن نتائج هذه القم، وما يتمخض عنها من آثار على مجمل الأوضاع في. سوريا، والعراق ،واليمن وليبيا والموقف من مشروع تهويد القدس، يجب أن تدرج كلها "في اجندة لقاء القادة العرب والمسلمين مع ترمب في الرياض " وهذا يدخل في سياق السياسة الخارجية للمملكة التي ظل يقودها خادم الحرمين الشريفين بقوة واقتدار، بدءا من مؤتمرات المصالحة والوفاق بين الأشقاء العرب لحل خلافاتهم الوطنية في إطار وحدة بلدانهم، وهذا الدور الإطفائي والوفاقي الذي تقوم به المملكة في محيطها العربي والإسلامي، فرض عليها ــ وعيا منها ــ بمنطق ترابط وتداخل القضايا الإقليمية والعالمية، أن تتجه بجهودها للدائرة الدولية الأوسع، التي شهدت في العقد الماضي ــ وبسبب من مقولات وأفكار ونظريات أحادية النظر ــ العديد من الحروب والنزاعات والتوترات، التي عمت أرجاء العالم.
لذا كان لابد للمملكة أن تتجه بثقلها لمعالجة هذه الأوضاع المتأزمة، ذلك أن المخل بضمانات أمنها الخاص إنما يعبر عبر بوابة الأمن والاستقرار العالمي، لأن قدر المملكة هو أن تلعب هذا الدور، وهذه مسؤولية تحتاج منا جميعا وعيا استثنائيا بطبيعة الدور الذي تلعبه قيادة هذه البلاد، حتى نرتفع إلى مستوى المشاركة فيه، عن طريق التجويد وبذل الجهد الصادق في جبهة عملنا الوطني، حتى تصبح دولتنا قادرة ومؤهلة للعب دورها الدولي، والنهوض بمسؤولياتها العربية والإسلامية والعالمية.. اللهم ألف بين قلوب المسلمين وألف بين حكام المسلمين بكلمة الحق والدين ووفقهم للعمل بكتاب الله وسنة النبي الهادي الأمين.

arrow up