رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالحميد العمري
عبدالحميد العمري

«الرياض» .. نقطة التحول التاريخية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صنعت "الرياض" بقممها المباركة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، تحولا تاريخيا في حياة دولتها ودول منطقة الشرق الأوسط، لم يقف عند إرساء منهجية جديدة لمستقبلها فحسب، بل تخطاه ليشمل بحزمٍ وعزمٍ حتى مستقبل شعوب ودول المنطقة التي لم يهدأ لها مستقر منذ أكثر من نصف قرن، ذاقت خلالها ويلات الحروب والفتن والاضطرابات الداخلية، تنتقل من واحدة إلى أخرى، وقد ازدادت وهنا وضعفا أكثر مما سبق، كابدت معها خسائر فادحة بشريا وماديا، وأكلت الأخضر واليابس، حتى غدت منطقة تحتل أغلب دولها ذيل الركب العالمي تنمويا واقتصاديا واجتماعيا. ليس جديدا أن "الرياض" وضعت يدها في يد أحد أهم شركائها الاستراتيجيين ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية، إنما الجديد إحياء تلك الشراكة القديمة جدا منذ مطلع القرن الماضي، وفق أبعاد أوسع وأشمل وأقوى، يؤمل بمشيئة الله - تعالى - أن تنعكس آثارها الإيجابية في المستقبل القريب على البلدين. ولأن "الرياض" بما تمثله من ثقل مهم جدا في أرجاء العالمين الإسلامي والعربي على حد سواء؛ فقد أرادت أن تتسع دائرة الشراكة الاستراتيجية لتعزز في الوقت ذاته شراكتها الأعمق تجاه عمقها التاريخي والحضاري ممثلا في دول مجلس التعاون الخليجي العربي، والعالمين العربي والإسلامي، لتشكل تلك التحالفات والشراكات الأممية بوابةً للاستقرار والأمن والسلام أولا، وللقضاء على منابع الإرهاب والفتن والحروب، التي كان منبتها الأول والأكبر الكيان الصفوي في الجزء الشرقي للمنطقة، وصلت شروره إلى أقصى المعمورة، وأصبح محتما على المجتمع الدولي بأكمله، أن يتصدى بكل قوة وحزم لهذا المصدر الأول للشرور والفتن والحروب "إيران". تلك رؤية خادم الحرمين الشريفين، وتلك جهوده - أيده الله - ومعه أولياء عهده الأمناء، ومن خلفهم أهل العزم والعمل والجهود الخيرة من رجال ونساء هذا الوطن الخير، ترجمت جميعها على أرض الواقع، وينتظر أن تُرى نتائجها مستقبلا بحول الله وقوته، وقد أضاءت طريقا مشرقا للحاضر وللأجيال من بعدنا، تتقدم في ضوئه شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط، لتتقدم إلى مواقع أعلى في سلم الاستقرار والتقدم والازدهار العالمي. طريق كما أنه سيذهل الطامحين إلى تسلق السلم الحضاري عالميا، فهو أيضا سيغضب قوى الشر والفتن في المنطقة! وهو عين التحول المنشود، أن تبرز تلك القوى الخائرة المندسة، لتحصد مصيرها المنتظر تحت سطوة التضامن والاتحاد الذي تقوده "الرياض". ولن يتحقق أي تقدّمٍ في منطقة الشرق الأوسط طالما ظلت تلك القوى الخائرة تتربص بنا، إلا أن ينالها عقاب التاريخ على يد تسلحت بالإيمان بالله، والعقيدة النقية، وحملت آمال الأمن والسلام والتقدم في الظاهر والباطن، وهو ما ينبغي وضعه في اعتبار كل إنسان تضامن قلبه وعقله مع الجهود الراهنة التي تقودها "الرياض"، إن تقدمنا نحو آفاق أوسع وأرحب وأكثر أمانا وسلاما، قد يعترضه كثير من التحديات، التي لا بد من تجاوزها بعد التوكل على الله - عز وجل -، ثم الاعتماد على اتحادنا جميعا على قلب واحد. سيشهد العالم بوجه عام، ومنطقة الشرق الأوسط تغيرات جذرية بدءا من ساعات "الرياض" الأخيرة، الأجمل فيها أنه وجه وعمق يحمل سماتنا ورؤانا المعاصرة وهويتنا وحضارتنا، وهو الحلم العظيم الذي طالما راود أهل هذه البلاد قيادة وشعبا، تتعزز على أرضه الصلبة أقدامنا، وتزداد رسوخا وقوة، ستنعكس آثاره الخيرة وتمتد إلى أقصى الأرض شرقها وغربها، وجنوبها وشمالها، لتؤكد أن الإنسان العربي والمسلم بوجه عام، والسعودي بوجه خاص لم يكن إلا إنسانا سخره الله لعمارة الأرض ونهضتها، لا لأجل خرابها ودمارها كما خطط له أعداء الأمة، وأن دينه وحضارته وتاريخه قام مجتمعا على هذا الأساس الراسخ ولا سواه، وأن المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا حملت هذه الرسالة منذ أول يوم وجدت فيه على الأرض، وأنها لم تختلقها بل كانت إرثا تاريخيا ضاربا امتداده في عشرات القرون من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، على العكس تماما من الكيان الشيطاني "إيران"؛ التي سخرت مقدراتها وشعبها وكل مواردها لأجل زعزعة استقرار العالم بأسره لا الشرق الأوسط فحسب، فهي العدو الأخطر للعالم في الوقت الراهن، الذي أصبح على المجتمع الدولي بأكمله ضرورة التضامن والاتحاد في وجه هذا الشر الخطير، وأن يجتثه في أسرع زمن ممكن. والله ولي التوفيق.
نقلا عن الاقتصادية

arrow up