النوايا الإيرانية لا تحتاج إلى "دروس خصوصية"
المنبر الإيراني من الفصاحة والوقاحة والبلاغة والوضوح لا يحتاج معها فهمه ، واستيعاب مضمون خطابه في التعبير عن النوايا الإيرانية إلى "دروس خصوصية" ، أو إلى مزيد إيضاح . ندع هؤلاء لنتوجه بالحديث إلى ذوي القربى ممن يثيرون الشكوك حول موقف السعودية وسائر أهل البيت الخليجي من أزمة اليمن ، لنسألهم : بغض النظر عن الفتنة التي تحاك الآن ضد الوحدة اليمنية وتداعياتها ، هل نسيتم فتنة الحوثيون في اليمن والتي لم تزعزع استقرار اليمن وحسب وإنما امتدت ألسنة نيرانها إلى المملكة ؟ ، أم هل تبخر من ذاكرتكم ما حدث ويحدث يوميا في سوريا والعراق و لبنان ؟ ، أم غابت عن ذاكرتكم جزر الإمارات العربية المتحدة المحتلة منذ أكثر منثلاث عقود من إيران ؟؟. أم نسيتم خطر برنامج إيران النووي على المنطقة ، والتي زعزع نظامها أمن واستقرار المنطقة بدون أن يمتلك أسلحة دمار شامل ، فما بالكم إذا ما امتلكه ، وما الذي يمكن أن يثيره من فوضى وعدم استقرار ؟. تدخل السعودية ودول مجلس التعاون تحديدا يأتي كخطوة لا يمكن تأجيلها لدواعي الأمن الوطني لها ودواعي الأمن الإقليمي ، و هما كما يمكن أن يستنتج أي شخص له ذرة إلمام بالإستراتيجية متداخلان على نحو وثيق ، أكثر من ذلك إننا نرى بأن هذا التدخل جاء متأخرا ، لأنه كان ينبغي أن يتم منذ بدايات الأزمة وقبل أن تتطور ، وأن يأخذ شكل تدخل استباقي ، وهذا النوع من التدخل يجد في المواثيق الدولية ما يدعمه ، ولا ننسى أن إسرائيل شنت حربها عام 1967م على ثلاث دول عربية واحتلت أراضيها تحت مظلة الحرب الاستباقية ، خاصة ودول مجلس التعاون الخليجي ينتظمها سياسيا واقتصاديا واجتماعي وثقافيا ميثاق مشترك واتفاقية دفاع مشترك . وإذا كان لنا كمواطنين سعوديين ، أو كخليجيون على وجه العموم أن نعلن عن رأينا فيما اتخذته دولنا من خطوات عملية في مواجهة ما يحاك للشقيقة اليمن ، التي تريد بعض القوى الإقليمية ، ونعني إيران تحديدا ، أن تجعل منها بابا تتسلل عبره لتهديد أمن المملكة و دول المنطقة ، فإننا لن ندافع عن هذه الخطوات والإجراءات ، بل على العكس نسجل صوت لوم لحكوماتنا لأن تدخلها كان يجب أن يتم قبل استفحال المشكلة ، وإذا كانت النار من مستصغر الشرر ، فان التدخل كان ينبغي أن يسبق مبادرات الرئيس اليمني " هادي " لمعالجة الوضع على النحو الذي جاء به ، فا اليمن وما يربطها با السعودية وكافة دول الخليج العربية يختلف عن ما يربط الدول المتجاورة عادة من علاقات .