رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

بعد تفجير" مانشستر" الادانه وحدها لا تكفي !؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نعم لابد أن ندين الارهاب بكل اشكاله فهو يهددنا جميعاً بلا استثناء، ونصف الارهابيين بالمجرمين، وبأنهم الفئة الضالة، الخارجة عن الدين الاسلامي، وعن القانون. ولكن هل هذا يكفي؟. إن من يملك ذرة ايمان، بل من يملك ذرة انسانية، ولو كان غير مؤمن لا يمكنه أن يتقبل قتل الابرياء وتفجير الناس لأنفسهم على هذا النحو الوحشي تقتل من حولهم: نساءً وأطفالاً ورجالاً. ومن يفعل هذا لابد ان وراءه خلل ما، أو مرض اصابه في صميم انسانيته وضميره، بل وغرائزه الطبيعية. الادانه وحدها لا تكفي ! لأنك وبالفطرة الطبيعية السليمة لا تستطيع أن تستوعب أو تتفهم كيف أن شاباً طبيعياً يسعى إلى قتل الابرياء-أياً كانوا- وبعقل بارد، ويعرض نفسه للموت بلا مبالاة دون أن يطرف له رمش!.. نعم لابد أن هناك خللاً ما في عقله ووجدانه وفي حسه الانساني. ماهي مهمة المفكر والكاتب ازاء مشكلة كهذه؟. الادانة؟. ولكن هل تكفي وحدها؟!. يستطيع كل البشر الاسوياء أن يدينوا مثل هذه الجرائم، بل وان يحتشدوا في مظاهرات تدين هذه الأعمال. ولكن هل يكتفي المفكر والاكاديمي والكاتب بالانتظام في مظاهرات الادانة هذه؟. الاجابة على هذا السؤال بالنفي هي ما حرضني على الكتابة حول هذه الظاهرة، التي لا اتردد في إدانتها ورفضها وشجبها إلى آخر ما في قاموسنا من عبارات التنديد والشجب. ولكني اعتقد أن مسؤوليتي كأكاديمي وكاتب هي البحث عن الاسباب الحقيقية التي تفرز مثل هذه الظواهر المقززة التي لا تكف عن إدانتها، من أجل اجتثاثها من جذورها حتى لا تهدد حياتنا واستقرار مجتمعاتنا. وعلى العكس فإنني بذلك لا أحاول التبرير لها ولهم، ولكني احاول اجتثاث المرض من جذوره، وهذا لن يتأتى إلا من طريق التشخيص الصحيح للمرض. لأنني اعتقد أن الادانة وحدها فعل سلبي في مواجهة خطر بهذا الحجم. حسناً. يمكنك أن تسألني: ما الذي دعاني إلى العودة إلى هذا الموضوع؟. فأجيبك: انه هذا السيل من الرسائل الذي امطرني به من قرأوا مقالاتي عن الإرهاب. ولكني لن أرهقك بذكر تفاصيل ما أرسل إلىَّ فبعضه مؤيد وبعضه معارض، بل وهناك شاتم، ولكن بعاطفية، وهذا، لا شأن لك، ولا لي به. وتبقى كلمة ان إدانة الارهاب والعمليات الارهابية التي أصبحت واجباً مقرراً في اعلامنا، يجب أن لا تتضخم أكثر من ذلك، وان لا نكتفي بها، بل يجب أن تشمل قبل ذلك قتل المسلمين وغير المسلمين. لأنها من ناحية لن تجفف منابع الارهاب. ولأنها من ناحية اخرى ستكون فعلاً سلبياً يطيل من عمر هذا المرض حين نتقاعس عن تشخيصه. ولانها ثالثاً ستجعل منه شأناً امنياً بحتاً. في حين انه ظاهرة امنية واجتماعية وثقافية، متداخلة ومركبة ومعقدة، الا انها في غاية الخطورة ولا يصح الاستخفاف بها. رسالة للوطن: حبك أمل حبك فرح.....حبك وسام أتقلده وهذا الأهم !

arrow up