رئيس التحرير : مشعل العريفي

الجميع يسمع عن "سنن ابن ماجة"؛ لكن هل فكرت يومًا في من هو صاحب الكتاب؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: الجميع يسمع عن "سنن ابن ماجة"؛ لكن هل فكرت يومًا في معرفة من هو صاحب الكتاب؟، وسر الاستعانة بالمجلد ومناسبته لكل العصور؟. يعتبر ابن ماجه، واسمه أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني، واحدا من أعلام وأئمة الحديث النبوي، ولد في قزوين سنة 209 هـ (824 م) التي فتحت في خلافة عثمان بن عفان، وأصبح البراء بن عازب أول والٍ عليها سنة (24هـ 644م)، ومنذ ذلك الحين بدأت تأخذ موقعها كمركز معرفي، وباتت حاضرة من حواضر العلوم، تموج بالحركة والنشاط العلمي، وفي تلك الفترة من عصر ابن ماجه، كانت الدولة العباسية تعيش أزهى فتراتها قوة وحضارة، في عهد المأمون.
ووفقًا لـ"العربية"، آثر ابن ماجه منذ صغره مجالسة العلماء لاسيما شيوخ الحديث النبوي، وذلك في سن مبكرة، وأرفق ذلك بالرغبة في السفر والرحيل وهو في الثانية والعشرين من عمره، وهو نهج علماء الحديث في ذلك الزمان، حيث لابد من التنقل بين البلدان لجمع الأحاديث والاستزادة بمعرفة العلماء والاحتكاك بهم. وسافر ابن ماجه إلى العديد من البلاد كالشام و الكوفة و دمشق و الحجاز و مصر وغيرها، حيث كان يتعرف ويطلع على مدارس الحديث النبوي في كل بلد ارتحل إليه، وتلقى وسمع عن العديد من العلماء ومنهم على سبيل المثال: محمد بن المثنى الملقب بالزمن، وأبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وغيرهم من كبار الأئمة وعلماء الحديث. جمع ابن ماجه بين نشاط التأليف والتدريس وتعليم الأجيال، ومن أشهر تلامذته ومن روى على يده ابن سيبويه ومحمد بن عيسى الصفار وإسحاق بن محمد وعلي بن القطان، وغيرهم من مشاهير الرواة، وطاف بالبلدان في رحلات استغرقت أكثر من 15 عاماً ختمها بالعودة إلى قزوين، حيث تفرغ إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن كسب صيتاً وقصده الطلاب من كل مكان. ووصفه القزويني من علماء الحديث بأنه "ثقة كبير، متفق عليه، محتج به، له معرفة وحفظ، وكان عالماً بهذا الشأن صاحب تصانيف منها التاريخ والسنن"، وكذا أثنى عليه الإمام الذهبي، حيث قال فيه إنه "كان حافظاً وعالماً وناقداً وصادقاً". بالإضافة إلى ثناء ابن خلكان الذي أعجب بعلمه وإحاطته ودرايته بالحديث وعلومه كافة. ومن أهم كتبه "سنن ابن ماجه" الذي يعد واحداً من كتب الأحاديث النبوية الستة، وهو من أبرز وأهم ما ألفه ولقي الشهرة بسببه، وبلغ نحو 4341 حديثا، وقد قام بعض العلماء بعمل شروح له ومنها: "كفاية الحاجة في شرح ابن ماجه" للسندي، و"مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه" للسيوطي، و"الكواكب الوهاجة بشرح سنن ابن ماجه" لمحمد المنتقي الكشناوي، وغيرها، وتوفي ابن ماجه في شهر رمضان سنة 273 هـ.
 

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up