رئيس التحرير : مشعل العريفي

باحث في التاريخي يروي تفاصيل جديدة حول "حادثة الحرم" ويستشهد بصور نادرة لأول مرة بعد مرور 37 عامًا!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: روى عبدالله العمراني، الباحث في تاريخ السعودية، في الحلقة الثانية من زاوية ذاكرة السعودية، تفاصيل حادثة الحرم بعد مرور 37 عاما على الواقعة، مستشهدًا بصور نادرة وحصرية لم تنشر من قبل، نقلها عن إمام الحرم في تلك الفترة الشيخ محمد عبدالله السبيل – رحمه الله - والمؤذنون في ذلك الوقت عن أحداث فجر الثلاثاء 1/1/1400هـ . ووفقًا لــ "سبق"، قال العمراني: ( دخل علينا أناس معهم أسلحة من رشاشات وبنادق ومسدسات , وبعد أن صليت صلاة الفجر إماما وقفوا على سجادة الإمام وكانت هناك جنازة طفل للصلاة عليه , فجاء أحدهم يريد أن يأخذ الميكروفون فأخذته منه فما كان منه إلا أن أشهر البندقية في وجهي , وقلت له ( اتق الله أريد الصلاة على الجنازة ) فترك الميكروفون.
نقلًا عن الشيخ السبيل:
وأضاف نقلًا عن الشيخ السبيل: "بعد انقضاء الصلاة لم يشعر المسئولون عن مكبرات الصوت بوصول الجنازة فتم قفل الأجهزة , فقمت وصليت مع اثنين أو ثلاثة على الجنازة والباقون اندهشوا بالحالة الحاضرة ، وبعد ذلك سلمت الميكروفون للمختص كالعادة , وكان هؤلاء بعد انتهاء الصلاة يقومون بالدوران ويخترقون الناس بعجلة ، وإذا رأوا شخصا وتبين لهم أنه مواطن قالوا له اذهب وبايع المهدي ، وقد تسلل نفر منهم إلى غرفة مكبرات الصوت وقاموا باستعمالها في مبايعة من أسموه بالمهدي بعد اقتحام (المكبرية ) ، وقاموا بتشغيل الأجهزة القديمة ولم يستطيعوا السيطرة على الشبكة الجديدة لأنها كانت بعيدة عن متناول أيديهم ، ولم يتمكنوا من تشغيلها .
وتابع روايته: " تركت مكان الإمام وخرجت وبقيت في الحرم حتى الساعة التاسعة والنصف أراقب الحرم , ثم خرجت مع مجموعة من الحجاج بعد أن تركت ( مشلحي ) وأقبلت على الباب وإذا بي أقف أمام ستة من المسلحين , وخرجت من وسط الناس دون أن يلاحظوا من أنا , وإلا كان الأمر غير ذلك". وأوضح الشيخ أن عدد المصلين الموجودين في الحرم أثناء وقوع الحادث لا يقل عن مائة ألف شخص كانوا يؤدون صلاة الفجر ، وقد خرجت مجموعات كبيرة منهم خلال الربع ساعة الأولى بعد أن فتحت الأبواب ولكن المصلين لم يتمكنوا بعد ذلك من مغادرة المسجد الحرام إلا متسللين من الأماكن المفتوحة كالنوافذ الصغيرة ، وفي الوقت الذي كان المسلحون يطلقون الرصاص في الهواء ويتحدثون بالميكروفون ويشيرون إلى من ادعوا أنه رئيسهم ويقولون انطلقوا نحوه فإنه معنا الآن ولقد شعرت قبل خروجي بقتلهم اثنين من الجنود السعوديين وجرحوا اثنين آخرين . وزاد العمراني : دهن أفراد الطغمة المارقة عن الدين الإسلامي وجوههم بنوع من الطلاء يحول دون رؤيتهم في الظلام مما ساعد على اختفائهم أثناء تحركاتهم في قبو المسجد الحرام خلال مطاردة قوات الأمن لهم. ونقلا عن أحد الضباط من سلاح المدرعات بالحرس الوطني قال: وصلنا في اليوم التالي من الحادثة وأخذنا مواقعنا ، وكانت معنا الصواريخ والمدافع ، وكانت الرماية والقذائف توجه إلينا من المنارات ، ولاحظنا أنها تركز على الرماة وأجرينا عملية تعبئة لهم خلف المطافي المعدة في الأماكن أمام الحرم للتمويه عليهم وقد وفقنا الله لتحقيق النتائج الإيجابية لقد أجبرناهم على النزول من المنارات ، وقد شاهدنا أنه في أول ضربة سقط أربعة أشخاص على الفور ، وقد استخدم المتمردون المنارات كمراكز للتموين . واستكمل : في لقاء نادر مع الشيخ عبدالملك ملا ــ رحمه الله ــ وهو أحد الذين كانوا داخل الحرم فجر الثلاثاء يقول الشيخ ملا : خرجت يوم الثلاثاء وقمت بالأذان الأول ، وأذن الشيخ عبدالحفيظ خوج الأذان الثاني ، وبعد انتهاء الصلاة شعرنا بحركة غير عادية في حين كان باب (المكبرية) يطرق علينا طرقا شديدا ، فخرج المهندسون المكلفون بمكبرات الصوت ، وفتحوا الباب ، وإذا بمسلحين يدخلون علينا مرددين ( الله أكبر ، أظهروا ! المهدي أتاكم !!)، وخرجنا تحت السلاح لا ندري ما يقع ، لأننا عشنا في أمان وتربينا في أمان . وواصل العمراني رواية الشيخ خوج ــ رحمه الله- أن المهاجمين كانوا ستة أو سبعة أشخاص وهم يشهرون السلاح ، وكانوا يقولون ( الله أكبر -محمد المهدي .. اخرجوا من هنا ) ، وبعد هذا سلمنا أمرنا لله ، وقاموا بتكسير الزجاج ، وكان الشيخ عبدالملك معي ، وخرجنا ونحن نشاهد هذا ، وبعد ذلك سمعنا ضجة بالحرم وسرنا عند المكان الذي يدرس فيه السيد محمد علوي مالكي ووجدنا بعض من نعرفهم وسألونا عن غايتنا ، فأجبنا أننا ذاهبون لمنازلنا ، فقالوا : ( أي منازل؟ وأبواب الحرم مقفلة ) وبقينا على هذا الحال حتى الساعة 9 والنصف صباحا ثم حضر إلينا أحد الإخوة اليمنيين وقال هناك مكان للخروج من ( البدروم) ، وذهبنا معه على أمل الخروج واثقين أن الموت واحد وخرجنا ومعنا بعض المواطنين والحجاج وكانت هناك جماعة مسلحة ، وخرجنا سالمين . وبعدها استطاعة قوات الأمن القضاء التام على الاعتداء الآثم الذي تعرض له المسجد الحرام منذ اللحظات الأولى، وفي يوم الثلاثاء الموافق 15 من شهر محرم لعام 1400 هـ أعلن الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية آنذاك ، أنه قد تم بعون الله وتوفيقه في الساعة السابعة والنصف صباحاً تطهير قبو المسجد الحرام من جميع أفراد الطغمة الفاسدة الخارجة على الدين الإسلامي ، وقد أسر وقتل جميع من فيه.













آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up