رئيس التحرير : مشعل العريفي

العوين : هكذا غيرت قطر جلدها من سلفية المنهج إلى الإخوانية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب السعودي محمد عبد الله العوين إن انقلاب تميم على أبيه الشيخ حمد آل ثاني، أمير قطر السابق، لم يكن رغبة في الوصول إلى كرسي الإمارة الصغيرة فقط، بل كان خطوة لتغيير واقع الإمارة المنزوية بين مياه الخليج العربي والتي ليس لها إلا منفذ بري واحد فقط على المملكة. وأكد الكاتب في مقال نشره بـ "الجزيرة" يحمل عنوان: "لماذا انقلبت قطر من السلفية إلى الإخوانية؟"، أن طموح الشيخ حمد في هذا الوقت أن تتمدد الإمارة الصغيرة في الجزء الشرقي من المملكة وربما إلى عمق نجد.
وأردف الكاتب: "تكشفت تلك الأحلام الخيالية الغريبة الحمقاء في مسألتين؛ الأولى: إنشاؤه جامعاً كبيراً في الدوحة صمم على الطراز النجدي وأطلق عليه اسم الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، واستقطب للخطابة فيه يوم الجمعة شخصيات دينية يغلب على كثيرين منهم التأثر بمنهج جماعة الإخوان المسلمين". وأردف الكاتب: "قد كان إنشاء هذا الجامع باسم ابن عبد الوهاب والنشاط الدعوي المصاحب له مثار تساؤل عن الغاية التي يرمي إليها حمد بن خليفة"، مضيفًا: "الانقلاب على الأب لم يكن ذا جانب سياسي فحسب؛ بل كان انقلابا على منهج قطر الديني، فقد كانت قطر وعلى مدى السنوات الطويلة الماضية سلفية المنهج متأثرة ومستفيدة من علماء وقضاة المملكة". وأضاف: "ولا يكاد أي متابع أن يلحظ اختلافا صغيرا أو كبيرا في الرؤية الدينية والسياسية بين قطر والمملكة، بل كانت قطر هي من تطلب من المملكة إيفاد القضاة والعلماء ليتولوا مناصب القضاء والخطابة والإشراف على التعليم".
وأكد العوين أن انقلاب تميم على أبيه كان شاملًا لجميع جوانب الحياة الفكرية وبداية لتحقيق المشروع الكبير الذي يحلم به تميم وهو "دولة قطر الكبرى"، مشددًا أن هذا الحلم الخيالي البعيد لن يتحقق إلا بهدم دولة الجزيرة العربية الكبرى التي تهيمن على شبه الجزيرة العربية وهي المملكة. وأشار العوين إلى أن تأثير جماعة الإخوان المسلمين في دول الخليج العربي كان كبيرا جدا بعد التضييق عليهم في مصر إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر ومطاردتهم وهجرتهم إلى الدول العربية ومنها دول الخليج، وكما حدث في المملكة من مزاحمة منهج جماعة الإخوان للمنهج السلفي في التعليم والتثقيف حدث في قطر. واستطرد: "أصبح المنهجان في حالة تنافس وتزاحم وتبين ذلك في فترة حكم الشيخ خليفة بن حمد؛ لكن الابن حين انقلب على أبيه رأى أن التغيير يبدأ من الانقلاب على المنهج السلفي الذي جاء من علماء وقضاة المملكة ورأى في فكر جماعة الإخوان المسلمين خير من يناهض الفكر السلفي السعودي وخير من ينهض بمهمة التأسيس لتكوين مفهومات التغيير والثورة في أجيال الشباب من أبناء قطر".
وأشار الكاتب إلى أن يوسف القرضاوي كان من أبرز الأسماء التي هاجرت إلى قطر في وقت مبكر واستقرت فيها، موضحًا أنه هرب من مصر عام 1961م ووجد في قطر الفضاء المفتوح لغرس بذور الفكر الإخواني في التربة القطرية البكر، وعزم حمد أن يتخذ من الفكر الإخواني آداة للتغيير في المنطقة.

arrow up