رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

وسقطت دولة الخلافة الحمدية: تخيل فقط يا سعودي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وسقطت دولة الخلافة الحمدية: تخيل فقط يا سعودي يهمني جدا وطني أولا وثانيا وعاشرا، ولذا يهمني أيضا وعي المواطن السعودي وإدراكه بأن الوطن هو بيته الذي يعيش فيه بكل ما يعنيه هذا العيش من سياقات تاريخية ومعطيات حاضرة وطموحات مستقبلية يتطلع إلى تحقيقها في هذا البيت، وهي سياقات ومعطيات وطموحات ترتكز أول ما ترتكز على قاعدة صلبة هي قاعدة الأمن والاستقرار، وللمواطن الواعي لا شك تأملاته في هذه القاعدة التي هي الأساس الذي يمكن عليه أن يحافظ على معطيات بيته الحاضرة تحت يده، ويبني عليها طموحاته المستقبلية لهذا البيت من حيث التحسين والإصلاح والإضافة والتغيير. وحين كتبت مقالي الذي نشر أمس، بين (الجد والهزل)، كنت أهدف إلى المزيد من الإيضاح للمؤامرة التي كان يحيكها النظام القطري لبلادنا ولمنطقة الخليج، والوطن العربي كله، وأسخر من أحلام (الحمدين) في إقامة (الخلافة الإسلامية)، وهي فكرة حلم بها (الإخوان المسلمون، والسروريون) قبله، وسعوا إلى الدعوة لها وتكريسها طيلة أكثر من أربعة عقود مضت، وأثناء عملهم الدؤوب في هذا السبيل باسم الدين والدعوة، وجدوا أن فكرتهم ودعوتهم تناغمت مع إحساس العظمة وطموح التسيّد في ذهن (حمد الكبير) فخطبوا وده، واندلق بين أيديهم يبثهم ضيقه وحنقه من حكام السعودية، وطموحه أن تصبح (دولة الحرمين!) تحت إدارة متطورة جدا! وعادلة جدا! وصادقة جدا! ومؤمنة حقا! هذه الإدارة النادرة اسمها (حمد الكبير ما غيره!)، فقالوا له: أنت ربها وابن بجدتها!، وأنت حفيد الإمام محمد بن عبدالوهاب الحقيقي! وانبروا يقدمون له البحث تلو الآخر لإثبات مكانته الدينية -بحسب نسبه- في قلوب المسلمين، والاستجابة التي سيجدها، والتأييد والتبجيل الذي سيناله من إندونيسيا إلى موريتانيا، بصفته سيُصبِح (أمير المؤمنين حمد الكبير!)، ويضاف له لقب (الأول!) باعتباره المؤسس لإحياء الخلافة الإسلامية في العصر الحديث، وتتسمى الدولة باسمه فتكون (الدولة الحمدية!)، مثله مثل (أَبُوالمُلُوك السُّلطان الغازي فخرُ الدين قره عُثمان خان الأوَّل بن أرطُغرُل بن سُليمان شاه القايوي التُركماني - مؤسس الدولة العثمانية)، ومن هنا انبرى (حمد الصغير!) ليضطلع بمهمة التخطيط وتنفيذ المؤامرة! وبقية القصة معروفة، فالنظام القطري منذ 1996، وهي تعمل على خطين، الأول دعم تنظيم الإخوان في مصر والعالم، والثاني التركيز على دعم رموز الإخوان والسروريين في داخل السعودية، وحين نجح الإخوان في تولي حكم مصر عام 2011، تضخم حلم النظام القطري، فمصر دولة كبرى في المنطقة، فتسارعت الخطى الحالمة نحو السعودية، فهي الدولة الأكبر التي ستمنح دولة (الخلافة الحمدية!) وهجها الحقيقي ومكانتها العظمى في قلوب المسلمين والعالم، ولاحظوا أو تذكروا ماذا كان يقول رموز (الصحويين) في المملكة عن قطر، وعن الشيخ حمد، في خطبهم وتغريداتهم، وتلك الزيارات المتواترة التي كانوا يستقبلون فيها في البلاط الأميري وكأنهم رؤساء دول، ثم لاحظوا صمتهم الآن عما يحدث، وهم كانوا يقنتون، للدعاء لأمير المؤمنين الآخر في أنقرة، حيث كانت إسطنبول هي الأخرى محجة أخرى لنشر الدعوة! واستجمام الصالحين!. النظام القطري نجح في ليبيا، وها هي غارقة في الفوضى والإرهاب، وتضافرت جهودها مع الحليف القديم له (نظام الولي الفقيه في طهران!) فنجحا في العراق، وامتدت جهودهما في دعم الإرهاب وتنظيماته إلى سورية واليمن، وسقط الرهان في مصر وأفل نجم التنظيم الإخواني، وسقط في اليمن على يد عاصفة الحزم، وسقط في السعودية ومنطقة الخليج على يد ملك الحزم والعزم وأشقائه، ولا حظوا أيضا، أين ارتمت قطر علنا بعد قطع العلاقات معها، فهي الآن تنشد الدفء في حضن كانت مرتمية فيه سرا طيلة العقدين الماضيين، وهو الحضن (الإيراني والإسرائيلي) شريكا طموحاتها الساقطة في دعم الإرهاب والتآمر على دول المنطقة!. سأعود الآن إلى بداية المقال وأقول للمواطن السعودي خاصة والخليجي بصفة عامة: تأمل في نتائج جريمة النظام القطري في ليبيا والعراق واليمن وسورية، ولاحظ موقف مصر وتونس الآن من قطر، لا حظ وتأمل، ثم التفت إلى بيتك (الوطن الحبيب)، وتخيل كيف سيكون (بيتك الأثير) لديك لو نجح النظام المجرم هذا هنا فيما نجح فيه هناك -خيبه الله-، تأمل وتلفت في أركان بيتك الأربعة المشرقة النابضة بمجد وعز وأمن وطيب عيش ومستقبل مضيء، تخيل فقط تخيل، ثم ارفع رأسك إلى السماء وأطلق الدعوة التي تليق بهذا البيت عندك.
نقلا عن الوطن

arrow up