رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

مدلولات زيارة العبادي للمملكة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي للمملكة لتؤكد أن المملكة العربية السعودية، في هذه المرحلة السياسية الدقيقة في حياة العرب والمسلمين، هي المكان الأنسب والأكثر ملاءمة لقمة عربية تحاول وضع خريطة تخرج بها الأمة من هذه المتاهة، التي تضافرت عدة عوامل محلية وأجنبية خارجية لإدخالنا فيها.
والسعودية بما بذلته، وتبذله، من جهد لجمع الفرقاء ورأب الصدع بين الإخوة، هي (البيت) العربي المؤهل الوحيد، الآن، وفي هذه اللحظة، لاجتماع القادة العرب في حوار واضح وصريح وشجاع لمعالجة الأوضاع العربية كافة، ووضع الحلول الملائمة والقاطعة لها، عبر رؤية إستراتيجية موحدة يُتفق عليها، وعلى تنفيذها بقوة وصدق. وأظنه قد بات واضحاً، أن ما يهدد أمن الأمة العربية ومستقبلها إنما هو انعكاسات سطحية لانشقاقات أعمق تنخر كيان الجسد العربي والإسلامي، تعمل القوى الخارجية المعادية على استغلالها وتعميقها واللعب على تناقضاتها، بما يؤدي في النهاية إلى تمزيق وتجزئة وتشرذم هذا الجسد من داخله.
كانت، وظلت المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها تراهن على العقل والواقعية والشفافية في معالجة القضايا العربية، فلم تتاجر وتزايد على شعار تعرف هي قبل غيرها لا واقعيته وعدم جدواه، أو استحالة تحقيقه.. ولم تناد أو تشجع أو تؤيد الدخول في (مغامرات) لا محسوبة من أجل تحقيقه، فالسياسة هي فن (الممكن) ولا مجال فيها للمعجزات. وواقع حال الدول والشعوب العربية اليوم وما آلت إليه، يؤكد صحة وسلامة وجدوى المنهج السعودي القائم على الواقعية والعقلانية. والحزم إذا تطلب الأمر وقد ترسخت هذه القناعة لدى جميع الدول العربية، الشيء الذي يفسر نجاح دورها الإطفائي و دورها الوسيط المبادر. الوسيط الذي يطرح حلاً يقترح آليات توفيقية وليس الوسيط الذي يعمل على تهدئة التوتر بالتخدير والتأجيل والتعليق الموقت.وسيط يضع الأسس الواضحة للتحاور والتوافق لعلاقة راسخة.وأعتقد جازماً أن المملكة مؤهلة لتقود العربة العربية في الطريق الصحيح.‏'السياسة هي فن (الممكن) ولا مجال فيها للمعجزات !؟

arrow up