رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد آل الشيخ
محمد آل الشيخ

وجاء دور الشباب

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بمنتهى السلاسة والسهولة والانسيابية انتقلت ولاية العهد من ولي العهد السلف الأمير محمد بن نايف إلى ولي العهد الخلف الأمير محمد بن سلمان، وبايع السلف الخلف مُسلماً له الأمانة، ومُتمنياً له التوفيق. هذه الخاصية في الأسرة المالكة الكريمة هي من الأسباب الجوهرية لاستقرارها وأمنها وقوّتها ورسوخها واستمرارها؛ فهذه الأسرة العريقة الضاربة جذورها في أعماق تاريخ الوطن، تميّزت بأنها تقدم مصلحة البلاد على مصالح أفرادها، فاستعصت على كل عواتي صروف الأزمان، وتكسرت عند أسوارها أمواج عاتية، عصفت بغيرها فإذا هي كأعجاز نخل خاوية؛ وها هي المملكة، مملكة عبدالعزيز، تعود فتيّة شابة، كما بدأها المؤسس وهو في ريعان شبابه، وسلمها لأبنائه من بعده متماسكة قوية عتية، أهم ما تتميز به في داخلها العقد الاجتماعي الوشيج بن مواطنيها وقادتها. ولا بد هنا من الإشارة إلى أن ولي العهد السلف سمو الأمير محمد بن نايف كان له دور مشهود في مكافحة الإرهاب المتأسلم، وخاض معه معارك ومعارك، وهزمه شر هزيمة، وتتبع كل كوادره وزعمائه وأساطينه، حتى طهّر البلد منهم، لذلك فإنني أتقدم إلى سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بالشكر والعرفان على كل ما قدم لهذا الوطن من جهود وإنجازات شهد بها العدو قبل الصديق؛ فقد حَمل الأمانة التي كان يضطلع بها والده الأمير نايف رحمه الله، فكان خير خلف لخير سلف. الأمير محمد بن سلمان لمن عرفه، وسمع رؤاه، وبالذات رؤيته 2030 يجد أنه شاب استثنائي خلاّق بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ يمتلئ حيوية، ويحيط بما يطرح إحاطة الخبير المتمكن، يفيض ذكاءً تكتنفه كاريزما قيادية آسرة، يسمع من يتحدث إليه بإنصات، ويناقش ما يطرح عليه من أفكار، فيسبر أبعادها، ويغوص في أعماقها، فتكون تعليقاته وملاحظاته عليها في منتهى الموضوعية والعقلانية. ولديه قاموس لفظي إذا ما تحدث يلبيه متى أراد، فتأتي عباراته موجزة في تراكيبها ومدلولاتها، واضحة حاسمة في معانيها. وخلال السنتين اللتين اضطلع فيهما بمسؤولياته التي أوكلها إليه خادم الحرمين الشريفين كان بالفعل إنساناً مبهراً، يعمل بنشاط ومثابرة وحيوية، وينتقل في أرجاء العالم بنشاط وحماس وإصرار لا يعرف الملل ولا الكلل ولا الخمول؛ وكانت زيارة الرئيس ترامب كأول زيارة له خارج أمريكا للرياض، واجتماعه بزعماء العرب والمسلمين الذين أمّوا عاصمتنا إبان زيارته، وما نتج عن اجتماعاتهم من نتائج، كان هو مهندسها الحقيقي، ومن تابع تفاصيلها، من الألف إلى الياء بنفسه ليل نهار. هذه الزيارة التاريخية وما تمخض عنها من مؤتمرات، غيرت توجهات الرياح في منطقتنا، فقد كانت هي الاختبار السريع الذي جعل الأعناق تلتفت إليه، وترى فيه نسخة معاصرة من المؤسس العظيم رحمه الله. إننا حينما نبايعك يا أبا سلمان ولياً للعهد، فإننا نشعر بالفعل أنّ خادم الحرمين الشريفين حينما اختارك ولياً للعهد وملكاً للوطن من بعده، كان بالفعل يعطي القوس لباريها. إلى اللقاء ..
نقلا عن الجزيرة

arrow up