ظاهرة الفوضى المعلوماتية !
لقد ظللنا في كل ما نكتب ننبه إلى أن المعلومة أصبحت الآن هي القاعدة التي يجب أن ينطلق منها للتخطيط في كل عمل نزمع إنجازه، وأن المعلومة هي المؤشر على اتجاه المسار فإذا كانت تتفق وتتطابق وتعبر عن الواقع وتعكسه فإنها مؤشر على الاتجاه الصحيح والسليم، ويمكن أن يعتمد عليها في وضع الخطط. وإذا كانت مغلوطة، بمعنى أنها لا تنطلق من الواقع أو لا تعبر عنه، فإنها تكون في هذه الحالة مؤشرا على الاتجاه الخطأ، سواء في فهم الواقع أو التخطيط للمستقبل انطلاقا من هذا الواقع. والحالة أننا أشرنا من قبل، أكثر من مرة، إلى أننا نعاني من فوضى معلوماتية، أدت وستؤدي دائما إلى أمرين وهما التشويش في فهم الواقع والعجز عن التخطيط الواقعي السليم. وقد اصطدم كاتب السطور أكثر من مرة بهذه المشكلة، سواء عند إعداد الدراسات الأكاديمية أو أوراق العمل، حيث لاحظت أن المعلومة أصبحت هي الحائط الذي ارتطم به دائما، وقد لاحظ غيري ذلك أيضا.منوهين إلى هذا التضارب والتناقض بين المعلومات والأرقام الرسمية..وهذا ما أشرنا إليه. إن هذا لا يساعد إطلاقا لا في فهم الواقع ولا في التخطيط، أكثر من ذلك فإنني أعتقد أن هذا واحد من جملة أسباب تؤدى إلى فشل خططنا التنموية ونعيش آثارها ونتائجه السلبية حتى الآن. واحد من أهم الأشياء التي يجب أن نخرج بها من هذا المنتدى هو أن نضع على رأس قائمة أولوياتنا: وضع قاعدة معلوماتية صحيحة وواقعية وسليمة وصلبة تنطلق منها.