رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

فراشة بلا أجنحة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

استطاع شاب كويتي تعرض لحادث سير وفقد قدميه أن يحقق طموحه في أن يصبح غواصاً ومنقذاً. ويقول الغواص الكويتي (فيصل الموسوي) لـ(سكاي نيوز عربية) إنه لم يسمح للإحباط أن يتغلب عليه ويفقد طموحه، مشيراً إلى أنه خلال عامين استطاع تحقيق حلمه ليكون غواصاً، ثم أصبح منقذاً بحرياً. هذا الشاب الذي تعرض لحادث سيارة أحاله مقعداً في مطلع حياته عاش عامين من الكفاح ضد التحدي النفسي الكبير ليخرج بعزم وإرادة قوية مّكنته من تحقيق المستحيل، ليصبح الأول على أقرانه في الغوص. ولم يقتصر تحدي الموسوي على التميز في الغوص، بل نجح في تسجيل سبق آخر يمّكنه من مد قدراته للآخرين، وهو الحصول على رخصة غواص إنقاذ كأول شاب من ذوي الإعاقة يحصل عليها في المنطقة. وهناك نموذج آخر لا بد من ذكره: فقد أثبت الطفل البوسني (إسماعيل زولفيتش) وعمره ستة أعوام، وهو الذي ولد بلا ذراعين، قدرة الإنسان على تذليل العقبات بعد النجاحات التي حققها في البطولات الوطنية والأوروبية في رياضة السباحة حتى بات يعرف باسم (فراشة بلا أجنحة). وفي مدينة زينيكا وسط البوسنة قال زوافيتش إنه كان يخاف من الماء، إلا أنه تمكن من قتل الخوف وتعلم السباحة، محققاً عدداً من الميداليات الذهبية في بطولات مختلفة. وأضاف أن آخر ميدالية ذهبية حصل عليها كانت في البطولة الإقليمية التاسعة للسباحين المعاقين، التي استضافتها كرواتيا في وقت سابق. وأشار إلى أن المثابرة والإرادة والعزم والأمل هي الطريق الوحيدة لتحقيق النجاح. يا الله، ما أروع هذه الكلمات الأربع: (المثابرة والإرادة والعزم والأمل). ما أكثر الأشخاص الذين لا يستحق الواحد منهم قدميه أو يديه؛ لأنه لا يستعملهما، حتى وإن استعملهما فإنه لا يستعملهما إلا في (قلة الحيا)، أو في المشاوير المشبوهة التي لا تؤدي إلا إلى الرذيلة. ونجد الواحد منهم إما أن يكون (نؤوم الضحى)، أو يسير كالسلحفاة أو كالحلزون الرخو، يدربي كرشه أمامه ولا يفلح إلا بالغوص في صواني الرز والجريش والمطازيز. فعلاً بعض الناس خساره فيهم أياديهم، وخسارة فيهم أقدامهم. فاليد التي لا تصنع المعروف فهي حتماً وعلى الأقل تستأهل (اللوي)، ولا تستأهل المصافحة، والقدم التي لا تسعى إلى الخير فهي حتماً وعلى الأقل تستأهل (العرقبة) ليسقط صاحبها ويتمرغ وجهه بالتراب. وأرجو من كل من يقرأ هذا المقال أن يحمد ربه على العفو والعافية.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up