رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

ثلاجـة وظيفية !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من الواضح ومن دلالات التسمية أن المستشار هو خبير يستعين به المسؤول، سواء في قطاع التخطيط أو التنفيذ، لمشورته في دقائق القطاع الذي يديره وكافة جوانبه الفنية. وهو، وحتى يستطيع أن يفعل ذلك على النحو الأكمل، ينبغي أن يكون أكثر التصاقا بالواقع القطاعي (مجال خبرته) متابعا لحركته المحلية والعالمية وعلى اتصال بمتغيراته ومستجداته. إلا أن ما يحدث هنا هو عكس ذلك تماما، وهنا نأتي إلى مشارف الفهم الخاطئ لهذه الوظيفة. إذ إن أغلب مستشاري المسؤولين تراهم يلازمون المسؤول في حله وترحاله، ولا يبرحون مجلسه، بل وحتى مجالسه الخاصة، في الوقت الذي يجب أن يكونوا فيه في مواقعهم القطاعية عن قرب، أو في مراكز الأبحاث بحثا عن المعلومات والدراسات والأوراق العلمية، أو في ورش العمل التي تجمع الخبراء والمختصين في هذا القطاع، ليقدموا من كل ذلك تصورات وخيارات بين يدي المسؤول يختار منها ما يناسب الوضع تماما. لو أجرينا مقارنة سريعة بين عمل المستشار في دولتنا وبين عمله، في الولايات المتحدة مثلا سنجد فارقا أو مفارقة غريبة. حيث يتوقف عمل الرئيس هناك أو الوزير أو حتى المسؤول عن إدارة شركة عملاقة على التصورات التي يضعها بين يديه مستشاروه. المسؤول الناجح ــ أيا كان موقعه أو قطاعه ــ هو الذي يختار المستشار المناسب. بينما تكاد هذه الوظيفة، في جانب من جوانبها عندنا، تكون شرفية، يحال إليها في بعض الحالات. الأشخاص الذين يتم نقلهم من وظائف إدارية معينة ليعينوا مستشارين. الأمر الذي جعل من هذه الوظيفة أشبه بالثلاجات التي تجمد فيها المواد التي لا يراد استخدامها حاليا، لتحفظ هناك إلى حين وقت استخدامها.. إلا أن هذا الوضع مضر بشكل مباشر بالشخص المعين على هذه الوظيفة لأن فيها تجميدا وتعطيلا لمواهبه وقدراته، والتي قد يفقدها باستمراره فيها إذا طاب له المقام في هذا الظل الوارف.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up