رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

اقتراح لايقلل من الجهود!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نعرف كلنا ان الدولة وقيادتها الرشيدة تبذل النفيس الغالي لحل مشكلة البطالة ، ونعرف انها تستشعر مسؤولية كبيرة تجاه الشباب باعتبارهم رجال الغد الذين ستؤول مسئولية الحفاظ على الوطن وتطويره إليهم ، بتخصيص 24 مليار في "حافز " كمبادرة لحل مشكلة هؤلاء الشباب الذين لم يسعفهم الحظ للعثور على وظيفة ، وحجم هذا المبلغ يكشف بوضوح وجلاء ويعبر عن هذه العاطفة الأبوية النبيلة التي ينطوي عليها القلب الكبير للملك ، لذا فإننا يجب أن نحافظ عليها ونوظفها التوظيف الأمثل لتحقق الهدف منها ،وهذا هو الشكل الوحيد للشكر على النعمة ،أي المحافظة والحرص عليها وتحقيق أكبر قدر من الفائدة منها للمحتاجين إليها بالفعل ،وهم العاطلون الحقيقون .
فهناك أشكال من البطالة لا يمكننا أن نطلق على أفرادها صفة البطالة ولا تنطبق عليهم هذه الصفة ، فعندما يكون الفرد مؤهل وقادر على العمل وباحث عنه ويقبل بالأجور السائدة المناسبة ولا يجد فرصة عمل تتناسب مع مؤهلاته وقدراته يُصنّف هذا الفرد في خانة البطالة الإجبارية ،وهي كما يقال في العلوم الانسانية المعاصرة أكثر أنواع البطالة خطورة وأكثرها انتشارا. بينما هنالك بطالة اختيارية حيث لا يكون الفرد في حاجة للعمل أو يعمل في أعمال عائلية وهؤلاء لا يمكن تصنيفهم ضمن البطالة ، وبالتالي فإن إدخالهم في الإحصائيات الرسمية للبطالة بالدولة يعتبر أمراً مربكاً ويعطي صورة غير حقيقية لواقع سوق العمل .
ما سبق يدعوني إلى طرح اقتراح لسيدي خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز " بأن يأتمنني على مبلغ شهر واحد من مكرمته الغالية ،أي( 2 مليار ريال) سعودي ، وأتعهد بأن أحل هذه المشكلة حلاً جذرياً ، ولن تكلفني هذه العملية سوى إعداد قاعدة بيانات ( ولدي البرنامج المتكامل للوصول الى الهدف ) للذين هم في حاجة بالفعل للعمل ،وهم لا يقلون عن 50% من المسجلين في خانة البطالة فعلاً ،ومن ثم إعداد برامج تدريبية وتأهيلية عن طريق أشهر وأقوى الشركات العالمية العاملة والمتخصصة في هذا المجال.
قاعدة البيانات والمعلومات هذه ستقلص عدد الذين هم في حاجة حقيقية للعمل من فئة البطالة الإجبارية ،وتستبعد الذين يعملون مع عائلاتهم والذين هم ليسوا في حاجة مادية للعمل لأن أهلهم يتكفلون بهم وباحتياجاتهم ،وهذه ظاهرة اجتماعية سعودية خليجية خاصة ، لا تتوفر ربما بنفس الكثافة والمعدلات في المجتمعات العربية غير الخليجية ،وتحتاج إلى دراسات سيكولوجية خاصة.
والحال ان كثير من المستفيدون من أموال "حافز " هم من هذه الفئات التي لا تحتاج إلى العمل ، وأعرف شخصياً أشخاص ليسوا في حاجة للعمل ورغم ذلك يصرفون هذا الحافز الذي يأتيهم بارداً في منازلهم ، فلماذا لا نوظف هذه الأموال في عملية تدريب وتأهيل شاملة تستوعب كل أولئك الذين هم في حاجة فعلية إلى العمل ، وأزعم أن الواحد منهم سيقبل بمبلغ الألف ريال كحافز شهري أثناء فترة التدريب والتأهيل إذا كانت ستنتهي بالعمل الذي هم في حاجة ماسة إليه .
واقتراحي لا يقلل من الجهود التي يبذلها مشروع حافز، لايماني العميق بان ايجاد حلول عملية للبطاله في المملكة ان لا يتم عن طريق الترضية الاجتماعية. فالعمل الاسترتيجي دائماً ، وهذا ما اؤمن به دائماً هو السبيل الوحيد في ايجاد الحلول لمشاكلنا الانية ... والله المستعان

arrow up