رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

ضرورة التدقيق في اختيار من يتحدث باسمنا !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ظاهرة مناقشـة القضايا السعودية ، ومواقف المملكة من مختلف القضايا العربية والعالمية التى إنتشرت فى بعض الفضائيات العربية فى الآونة الأخيرة بشكل مكثف ، يجب أن تستوقفنا قليلاً ، لنتفكر حول أسبابها ، والدوافع التى تكمن خلفها ، وماهى دلالاتها ، وماذا علينا أن نفعل إزاء هذه الظاهرة ، وماهو المطلوب منا بالضبط حيال دلالاتها . لأنه ليس المألوف دائماً أن تطرق أو تطرح القضايا الداخلية لدولةٍ ما من الدول العربية على قنوات العربية الأخرى بهذا النحو المكثف ، ولا أن يطرح دورها العربى والعالمى بهذه الكثافة . ثمة ما يلفت النظر فى هذه القضية إذ نجد برنامجاً يناقش مثلاً مواقف المملكـة ، وسياساتها لتضيف طرفاً سعودياً وآخر غير سعودي وقد شهدت أكثر من برنامج يكيل فيها الطرف الآخر الإتهام والتشكيك فى سياساتها ومواقفها. وما يثير الخنق فى تلك الحلقة شيئان ، أولهما : يجب أن لا تشترك المملكة فى مثل هذه الحلقات بأى شخص له صفة رسمية ، بل يجب أن يشترك مفكر أو صحفى أو أستاذ جامعى أو مثقف ، على أن لايحمل صفة رسمية ليتحدث بإسمه هو ، لأن الطرف الثانى لم يكن يمثل سوى نفسه ، وأن لا تتصدى المملكة كدولة لفرد يمثل نفسه فذلك أمر لا يليق بالمملكة ولا بتاريخها ولا بمكانتها.
ولو كنت مكان المسؤول الرسمى ـ الذى لا أشك فى عمق وإتساع ثقافته ولا فى وطنيته ـ لرفضت المسألة برمتها ، نسبةً لعدم وجود التكافؤ بينه وبين مساجله . أعتقد جازماً أن إنجرار "بعض السعودين " إلي المناقشات والمماحكات حول بعض الأطروحات/ في القنوات الفضائية العربية إنما يعني سقوطنا في الفخ الذي يراد لنا السقوط فيه. حيث يتحول، الضيف السعودي في البرنامج، والذي سيطرت مشكلته مع الكاميرا عليه تماماً، لم يستطع أن يقدم طرحاً واضحاً وهو يتحدث في أمر ، من الأهمية والخطورة، وبالكاد يمكنك، أن تركب من كلماته المتقاطعة فكرة واضحة.
هذا النموذج تناولته من قبل ، وأنا أتحدث عن ضرورة التدقيق في إختيار من يتحدث باسمنا في القنوات العربية، لأنها مسأله في غاية الأهمية، فثمة فرق بين أن يتحدث مواطن سعودي في برنامج منوعات أو برنامج ليعكس وجهة نظره الشخصية والخاصة في مسأله مزاجية أو جمالية، وبين أن يوضح بإعتباره مدافعاً عن كيان المملكة في مواجهة أشخاص مدربين ومتمرسين في التعاطي السياسي والإعلامي، إذ كثيراً ما تنعكس النتائج سلباً في حقنا، حين تكرس عنا صورة السذج والهواة...الخ. ألحل : الحل ، كما سبق وقلت ، فى أن نفتح قنواتنا لتصبح قنوات الحوار الأولى ، أو أن ننشىء قناة أخرى ذات طابع غير رسمى تكون ساحة للحوار المحلى والعربى والدولى علماً بأننا نملك مقومات النجاح وعناصره الثلاث : الكوادر البشرية ، الإمكانات المادية ، الخبرات التقنية ، ولاينقصنا سوى أن نفتح منابر الحوار الشفافة ، التى تحكمها أخلاقياتنا ومثلنا وتحددها أهدافنا وغاياتنا وثوابتنا والتى تتمثل فى الأخلاق الإسلامية السمحة والصادقة التى ينحصر هدفها فى الإرشاد والبناء والتعمير وليس فى الهدم والتخريب. وإذا كان من كلمة أختم بها ، فهى ، أننى إذ أرفع هذا للمصلحة العامة ، فإننى أتوجه به ، إلى من يهمهم الامر، ، علهم يجدون فيه ما يفيد وما يستحق أن يُفكر فيه .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up