رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

المدن كائن حي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لكي أثبت لكم أن المدن هي (كالكائن الحي) تتحرك وتتطور وتتجاوز، وسوف أثبت لكم ذلك بثلاث دول خليجية، وسوف أدعم كلامي بأشهر أماكن التسوق فيها، يعرفها كل من عاصر مرحلة السبعينات الميلادية، فهل ما زالت تلك الأماكن على أهميتها ومكانتها، أم أن حركة التطور قد تجاوزتها؟! – وهنا لا بد أن أشير إلى أن حركة المدن وزحفها الراقي (90 في المائة) تكون دائماً نحو الشمال، ففي مدينة (الرياض)، بالسعودية، من منكم يذكر شارع الوزير، والبطحاء، والملز، وشارع الببسي، وشارع الستين، وشارع العصارات، والبيت الأخضر بشارع المطار، وشارع جرير وكل ما فيه. وفي (المنطقة الشرقية): ما حال مركز الخليج، ومجمع الخبر التجاري، ومركز السوبكت للتسوق، والسواني في شارع الملك عبد العزيز، ومركز الدمام التجاري، ومركز الظهران التجاري، ومركز الحربي. وفي (جدة): أين ردك بلازا، ومركز القافلة، وسوق جدة الدولي، وعمارة الملكة، والسواني، ومركز شاكر، والجمجوم، والغلاريا، والباروم، والخيمة، والمختار، وبرنتان؟! وفي (أبوظبي) بالإمارات العربية، ما حال (جاشنمال) في شارع النصر، ومؤسسة عباس إسماعيل في شارع نجدة، وسبنس؟! وفي (دبي): هل ما زالت شركة (جمبو) للإلكترونيات في شارع خالد بن الوليد، على ازدهارها، وأين ذهبت محلات الفجر التجارية في طريق زبيل، ومحلات النصر في طريق دبي، ومركز الغرير، ومحمد ناصر الساير، وعمارة اللؤلؤة في شارع بني ياس؟! وفي (الشارقة): ما هي أخبار مناطق التسوق في شارع الوحدة، وشارع العروبة، هل ما زالت على حالها؟! وفي (رأس الخيمة): هل ما زال البورسلي في بناية النصر، يعرض كل تجهيزاته؟! وفي مدينة (الكويت): أين ذهب مجمع (الصالحية) التجاري في شارع الهلالي، وكذلك السوق المتحدة في شارع محمد الثنيان، ومجمع النقرة في حوّلي، ومركز السالمية، ومركز التجهيزات الكهربائية في الأحمدي، وشركة بو شهري للأفلام الملونة؟! طبعاً هذا الاستعراض السريع هو لمرحلة السبعينات فقط، أما لو عدنا أكثر إلى مرحلة الأربعينات وما قبلها مثلاً، فسوف نجد كل هذه المدن التي ذكرتها كانت قابعة ومستقرة داخل أسوارها الطينية. من المؤكد أن حركة وتطور المدن الخليجية هي أسرع من كل المدن بالشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس فلا شيء يبقى على حاله إلاّ ما ندر، فالأحياء الراقية التي نراها اليوم (VIP)، سوف يطويها الزمن مثلما طوى سابقاتها وأصبحت تعيش على الحصيرة وتجتر تاريخ أمجادها. هي مقالة للذكرى ولمن أراد أن يعتبر، وأهم شيء يجب ألا نبكي على اللبن المسكوب، ولكن علينا أن نبرع في حلب البقرة الصحيحة التي لا ينضب ضرعها.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up