رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

عقلنة "المسألة الشيعية" بلا حساسية مفرطة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في ظروف مثل التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية لا أجد مبررا على الإطلاق لهذه الشنشنات الطائفية والمذهبية التي ارتفعت أصوات البعض بها في الآونة الأخيرة، من حديث يتطاير مشؤوما بين حين وآخر عن أهل الشيعة وأهل السنة في الوقت الذي يحدق فيه خطر الموت والتدمير بهؤلاء وأولئك، ولاتفرق قنابل أعدائهما - رغم ذكاءها -بين من هو شيعي ومن هو سني، أو حتى بين من هو مسيحي ومن هو مسلم، أيا كانت طائفة أيا منهما. القنابل الذكية العمياء: ولا تملك إلا أن تتساءل متعجبا هل هو جهل وغفلة، أم أنه شيء مقصود ومتعمد بوعي؟! . وإذا كان مقصودا بوعي فلأي هدف وغاية؟ ! . يبدو الأمر وكأننا لا نتعلم شيئا من تجاربنا، دع عنك أن نعتبر من تجارب الآخرين التاريخية إن عدونا لا يعبأ بطوائفنا الصغيرة هذي، وهو يتعامل معنا باعتبارنا كتلة ثقافية وجغرافية وتاريخية واحدة. فهل إدراك هذا يحتاج إلى دروس خصوصية ايضا؟ ! . وفي هذه الكتلة لايفرق بين المسلم والمسيحي! . هل تذكرون أيام حصار ابو عمار، ألم تحاصر القوات الإسرائيلية كنيسة المهد وهي أكثر رموز المسيحية زخما روحيا، ألم تطلق النار والقنابل والغاز المسيل للدموع فيها ولم تحفظ كرامة، لا لها، ولا للرهبان والراهبات داخلها، أرأيتم هل ثارت يومئذ الحمية الدينية في الغرب المسيحي، وفي الولايات المتحدة التي تعج ممرات بيتها الأبيض بالاصوليون والقساوسة ذوي "الكرافتات"؟ ! . لماذا لم تثر ثائرة "الغرب المسيحي" على هذا الانتهاك الصفيق لواحد من رموزه الدينية المقدسة، لماذا لم تملأ شوارعه المظاهرات المليونية المنددة بهذا العدوان الفاضح على مقدساتهم؟ . الإجابة ببساطة: لأن هذا كان يحدث "هناك" بعيدا، في الشرق العربي، ويحدث للعرب، مسلمون سواء كانوا أم مسيحيون.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up