رئيس التحرير : مشعل العريفي

الكاتب "سعيد الوهابي"يسخر من أسلوب الحياة في مدينة الرياض

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: عبر الكاتب سعيد الوهابي عبر مقال له نشره موقع عين اليوم عن تذمره واستيائه من أسلوب الحياة في مدينة الرياض بعدما قضى فيها 40 يوميا لأول مرة في حياته واصفا مدينة الرياض بالمدينة التي لا يمكن أن تكون عظيمة ولا أن تقدم شيئاً عظيماً للبشرية!!. يقول الكاتب سعيد الوهابي :من ملتقيات برنامج التحول الوطني للاقتصاد كان الترفيه محور نقاش أساسي في البرنامج، الترفيه في الرياض كان واحد من الأفكار التي تحدث عنها بصراحة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في أروقة ورش العمل للبرنامج قبل شهرين.
حسناً.. منذ مطلع العام الميلادي فإنني قد قضيت 40 يوم في الرياض ولأول مرة في حياتي، ملخصي الحالي عن التجربة أن هذه المدينة لا يمكن لها أن تكون عظيمة ولا أن تقدم شيئاً عظيماً للبشرية..
تزدهر المدن حين ترحب بالجدد، كل ما هو جديد هو مختلف وابتكاري، لكن الرياض تمتص الجدد، عدة مرات كنت اسمع أصدقاء أنني سأتعود، فالرياض تطرق كل ما هو مختلف في شخصيات الجدد القادمين لها.
مرة قلت أن عدد سكان الرياض شخص واحد مكرر بضعة ملايين، الجميع يشبهون بعض، هذا مخيف وساذج، بهكذا مجتمع لن نتقدم.
سكان الرياض يسكنون في فقاعات، الذين يحبون الرياض هم يحبون فقاعتهم الشخصية لا المدينة، قد تمر عشر سنوات لا يتعرف فيها ساكن الرياض سوى على عدد بسيط من البشر، في مدينة تعد مليونيه، أمر مثير لعلماء الاجتماع.
المدن حكايات والرياض ليست حكاية تجمعنا، واعتقد أن ذكرياتنا الجميلة ومغامراتنا كسعوديين بالغين غالباً تحدث خارج السعودية، الشهر الماضي في الرياض ألتقيت بالصدفة صديق جداوي اسمه عمّار باروم، كنت قد تعرّفت عليه في بوسطن والتقينا هناك مرة أو مرتين، بوسطن مثال للمدينة التي يعشقها سكانها وزوارها بشكل ساحق، مجرد المشي في حديقة Boston Common أو التطفل على مقاهي هارفارد سكوير في حضور مباراة في فينواي بارك أو تناول غداء السبت فيLittle Italy، هي تجارب تربطك بالمدينة وعليها تبني ذكريات حلوة تشدك نحوها، أعظم جامعتين في العالم تقع في بوسطن، إنها المدينة التي يعشقها أهلها، في ذلك المساء أخبرني عمّار عن لقاء معد لمجموعة ممن درسوا في بوسطن، بالرغم من أنني لم اعرف بعضهم إلا أن مدينة واحدة جمعتنا، بعد أسبوع أخبرني الصديق عبدالله كدسه عن تجمع بعض الشبان ممن درسوا في جامعات العاصمة واشنطن، مرة أخرى مدن غير الرياض تجمعنا.. دبي تورنتو جنيف.. لكن ليس الرياض.
وسيلة الترفيه الأساسية في الرياض هي الأكل والعمل خارج دوام، حتى في سوق التوظيف هناك ضريبة مقابل العيش في الرياض، الراتب الذي يتلقاه شاب بخبرة بسيطة في الرياض هو أعلى بأربعة آلاف ريال تقريباً عن نظيره في جدة أو الدمام.
وختم الوهابي مقاله قائلا: لا أكتب هذا المقال من باب تغيير الواقع بل من وصفه، كما اراه أنا ومن تجربتي البشرية المحدودة، هي مجموعة من الأفكار الانطباعية المتناثرة. ليس لدي صلاحيات التغيير وسأكرر ما يفعله غيري، استغلال أي فرصة للهروب من الواقع (إجازات، استغلال أي فرصة عمل أو انتداب خارج الرياض، استراحة. إلخ)..

arrow up