رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

يا ليتني كنت مكانه

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هناك مقولة مؤكدة، أن الأفكار تخترعها الذئاب وتستثمرها الأرانب. وهذا هو ما تفتقت به قريحة (ذئب) أي طبيب نفساني أميركي من نيويورك، واسمه (رايت ترولي)، حيث لاحظ أن الرجل في الغالب لا يرغب في الزواج من امرأة غير مقبولة الشكل، رغم أن الرجل أحيانا قد يتزوج امرأة ليست جميلة، هذا إذا تعرف عليها واكتشف مواهبها الأخرى. وترك عيادته وأغلقها بالضبة والمفتاح، ليخوض تجربة غير مسبوقة، إذ إنه فتح مكتبًا للمساعدة على الزواج. ومن أهم شروطه أن الرجل المتقدم لطلب الزواج، عليه أن يتحدث إلى خطيبته من وراء حجاب ­ أي أنها تكون مرتدية قناع ­ ويحدد لهما عدة جلسات قد تصل إلى عشر، ومدة الجلسة ساعة واحدة، يتبادلان فيها الأحاديث والهزار والمزاح والنكات، وإذا كانت المرأة مثقفة ولهلوبة وكان دمها خفيفا وطيبة، فسرعان ما تدخل قلبه. غير أن المشكلة تكمن في اللحظة الحاسمة، وذلك عندما تكشف المرأة القناع عن وجهها، وتكون بالتأكيد ليست هي ملكة جمال، ولكنها أقل من ذلك بكثير ­ يعني بالعربي غير الفصيح (شيفة عنيفة) ­، وبعضهم يتراجع ويولي الأدبار هاربًا، ولكن هل تصدقون أن الغالبية العظمى من الرجال المتقدمين رغم ذلك اقترنوا بهن، وعاشوا حياة سعيدة وخلفوا صبيانا وبنات، بعضهم يشبهون آباءهم، وبعضهم للأسف يشبهون أمهاتهم. ويقول ديفيد ستيف (28 سنة) الذي تعرف على زوجته بواسطة مكتب ذلك الطبيب: التقيت بها 8 مرات بمكتب الدكتور وهي لا تزال خلف (القناع) ووجدت منها تجاوبًا، وحين طلبت منها خلع القناع في الجلسة التاسعة أعترف بأني صدمت بما رأيت للوهلة الأولى ولكن لم تعد نظراتها تهمني بعد أن تعرفت عليها، وقعت في حب جمالها الداخلي ولم يعد يهم مظهرها الخارجي، وتزوجت بها. وإذ إن طريقة ذلك الطبيب قد نجحت ودرت عليه من المكاسب ما لا يحتسب، فقد طورها، وأصبح للرجال القبيحين أيًضا حظ ونصيب فيها، وما على الرجل إلا أن يخفي وجهه بالقناع كذلك، وبعدها يبدأ المشوار، والغريب أن بعض المتقدمات من النساء كن فائقات الحسن، والقليلات منهن قبلن ذلك على مضض، وأعتقد أن المصلحة المادية كانت تلعب ولها دور في ذلك. أما أحلى ما في الموضوع أن بعض النساء القبيحات اقترن ببعض الرجال الذين هم أقبح منهن ­ يعني (وافق شن طبقة)، أو (اتلم المتعوس على خايب الرجا). كم هو رائع ذلك الطبيب الذي وفق الرؤوس بالحلال. ويستاهل ما جناه من أموال، ويا ليتني من هذه الناحية كنت في مكانه، أو على الأقل المسؤول عن المحاسبة. نقلا عن الشرق الاوسط

arrow up