رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

المرأة السعودية وتغيب دورها الفاعل والحيوي ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تستطيع أن تؤكد بكل ثقة بأن المشاريع التنموية والطموحات النهضوية لأي مجتمع لا يمكن أن تتحقق في ظل غياب ، أو تغييب نصف المجتمع عن المشاركة في عملية البناء والمساهمة في الجهد التنموي ، الذي يحتاج إلى حشد كافة طاقات المجتمع وقواه البشرية. وحين تؤكد الإحصائيات بأن 87% من خريجات جامعاتنا عاطلات رغم حاجة سوق العمل إلى مشاركتهن ، فإن هذا ببساطة يعني بأننا نستفيد فقط من مشاركة 13% من حجم الطاقات النسوية ، رغم ما صرفته الدولة من أموال طائلة في سبيل تعليمهن عبر مختلف المراحل ، وتستطيع بحسبة بسيطة أن تقدر حجم الخسارة التي تلحق بإيقاع حركة مجتمعنا النهضوية الشاملة ، ما يدعوك إلى التساؤل : هل فتح المزيد من الجامعات والكليات النسوية ، رغم كثرتها ، وعطالة خريجات ما هو قائم منها هو غاية لذاته ؟ وما هو الهدف منها إذا كانت خريجاتها يكتفين بتعليق شهادات التخرج على حوائط غرفهن ، ولا يجدن الفرصة لدخول سوق العمل التي تحتاجهن ، ولا يشاركن في حركة التنمية التي يبذل ولاة الأمر كل غال ونفيس لتحقيقها ؟!. أعرف ، مثلما يعرف الجميع أن بعض الأعراف والعادات الخاطئة و الدخيلة على مجتمعنا تحول دون هذه المشاركة المطلوبة والواجبة ، وليس أدل على أنها دخيلة ونتجت عن أسباب تاريخية معروفة ، من أن المرأة في أصل مجتمعنا كانت عضواً فاعلاً في حياة الأسرة الإقتصادية والإجتماعية ، حيث كانت تمارس الرعي والزراعة والإحتطاب بل وتشارك في تشييد المنزل سواء كان خيمة أو بيت من الطين والقش وتستقبل الضيوف وتقوم بواجب الضيافة وكرمها . كما نعرف جميعنا أيضاً بأن بعض الذين يروجون لمفاهيم وأفكار متصلبة ومتطرفة بإسم الدين ، وديننا منها براء ، يقفون سداً منيعاً في وجه حركة مجتمعنا الذي ينطلق نحو آفاق التطور والتقدم بخطى عملاقة ومدروسة تحت قيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أطلق مشروعه الإصلاحي الطموح مخصصاً أكبر الميزانيات في تاريخ المملكة من أجل تحقيقه ، رغم أن كل الدلائل تؤكد عمل بعض أمهات المؤمنين بالتجارة والحرفيات، بل وخروج بعضهن في غزوات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . إلا أن بعضنا – هداهم الله – يريد أن يبتدع أموراً تعتبر من الثوابت في سيرة النبي الكريم ،، فهذا البلد يعج بكفىءات شهدت لبعضها أكبر وأعرق الجامعات ومراكز الأبحاث في العالم ،. ألا أن هناك من يريد أن يضع العراقيل أمام مشاركة المرأة في حركة المجتمع ، مغيباً بذلك دورها الفاعل والحيوي؟ على كل حال أقترح أن يتم تنظيم دورات تدريبية للخريجات تؤهلهن لإقتحام سوق العمل ، وهذا موضوع يحتاج إلى وقفة متأنية.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up