رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

تجربة "خالد الفيصل " دروس وعبر !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لطالما نادينا ليل نهار بضرورة قراءة تجارب المسؤولين ونتائجها السلبي منها والإيجابي، وعلى رأسها تجربة الأمير خالد الفيصل في منطقة عسير ومنطقة مكة المكرمة الآن، لاستخلاص الدروس والعبر من هذه وتلك بغرض الارتقاء بالعمل العام بما يحقق الأهداف، التي لا اختلاف في توجهات ولاة الأمر عليها. خذ مثلا: إن واحدة من أخطر الأشياء في المسيرة الإدارية للدولة تتمثل في هذا الظل الإداري الثقيل الذي تعاني من وطأته (الأطراف). ورغم التقسيم الإداري للمملكة إلى مناطق، وإسناد مسؤولية الإشراف عليها على ولاة الأمر، إلا أن المسؤولين التنفيذيين في المناطق لم يستفيدوا من هامش حرية الحركة الإدارية الممنوحة لهم ولإدارات المناطق. ولست بصدد البحث عن أسباب هذا القصور. إلا أن الفكرة بحد ذاتها تعتبر من الوصفات الكلاسيكية والمؤكدة، أي أن تعطي هذه الإدارات هذا الهامش لحرية الحركة الإدارية في إدارة شؤون المنطقة لأنها الأدرى باحتياجات المنطقة، ولأنها الأقرب إلى نبض حركتها اليومية. لقد كتبت من قبل، وأنا أتناول مشكلة التعليم بأن الإدارة المدرسية هي الأقرب إلى احتياجات المدرسة والأقرب إلى إيقاعها اليومي، وأن الإدارة التعليمية بالمنطقة هي الأقرب إلى إدارة المدرسة، وأن وزير التربية والتعليم المركزي بالتالي بعيد عن هذا الإيقاع بحكم إشرافه على إدارات التعليم بكل مناطق المملكة، ثم هو أبعد ما يكون عن إدارات مدارسها. ولكن هذا الأمر لا ينطبق فقط على القطاع التعليمي، وإنما يصح كقاعدة لكل القطاعات الأخرى الإنتاجية والخدمية. ويعتبر هذا من بديهيات علوم الإدارة. فمن أين يأتي الخلل إذن والذي يحول دون توفير الخدمات التي تبذلها الدولة من أجل رفاه مواطنيها..؟. الخلل يأتي عن طريقين: ــ إما تقاعس وقصور وفشل الكوادر المنفذة للتوجهات الإستراتيجية لصانع القرار. ــ وإما لفشل الموكل من قبل صانع القرار، في التوجيه الصحيح لإرادة صانع القرار. ــ إما لعدم استيعابه لهذه الاستراتيجية، أو لفشله في متابعة تنفيذ القرار. وأيا كانت الأسباب في هذا وذاك.. إلا أن النتيجة واحدة وهي: عدم إنفاذ توجهات صانع القرار. لقد اطلعت عن قرب على (تجربة) الأمير خالد الفيصل مع إمارة عسير ومنطقة مكة المكرمة، وربما هذا يسمح لي بأن أدلي بشهادتي عما شاهدته ولمسته. لقد فهم سموه أن وظيفة أمير المنطقة والمشرف على إدارتها بأنه وكيل عن صانع القرار ــ الملك وبالتالي فإنه ليس مفوضا فحسب، بل هو مأمور بإنفاذ إرادة الملك ــ صانع القرار لتحقيق رفاه المنطقة التي أسندت مسؤوليتها إليه. بهذا الوعي فتح أمير المنطقة أمامه آفاقا واسعة للتحرك الإداري. والله من وراء القصد ..

arrow up