رئيس التحرير : مشعل العريفي

كاتب سعودي: الليبرالية تقدمت كثيرًا في المجتمع .. وهذه أبرز نتائجها!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: ألقى الكاتب السعودي عبد العزيز السماري، الضوء على الليبرالية في المجتمعات الشرقية، وما أثير حولها مؤخرًا، مشيرًا الى أن بعض المفكرين حاولو الترويج لها كأيدولوجية، وأن البعض الآخر عارضها على أنها فكرة غربية خالصة. وأوضح السماري في مقال له "الليبرالية نتيجة وليست أيدولوجيا" بـ "الجزيرة" أن العدو الذي جاء ليفرض التبعية للغرب، وهو ما يدعونا إلى التمعن في هذه الظاهرة المختلف حولها، ومحاولة تقديم تصور عام عنها. وأردف: "لعل التصور الأقرب إلى منطق الليبرالية بالنسبة لي أنها في البدء تمثل حالة عامة، وليس خاصة، فيُقال على سبيل المثال إن المجتمع أصبح أقل تزمتاً عند مقارنته بمرحلة الستينات، يقبل المختلف عليه في حياته، ولم يعد يفرض بعض المسلمات في فترات سابقة، ومثال ذلك تحول غرض السفر من المحرم إلى الحسن، وكذلك تقدمت خيارات المتعة على دعوات الزهد والعزلة، وأصبحت ظاهرة الثراء هدفاً للغالبية". وتابع: "بمفردات أخرى الليبرالية أو احترام الحريات الشخصية تقدمت كثيراً في المجتمع عند مقارنتها بالمراحل ما قبل ثروة النفط، لذلك هي حالة اجتماعية وليست فردية، ومهما اختلفنا عليها ستستمر في التطور والتقدم، إذا كان ذلك متلازماً مع تقدم الاستقرار وتحسن دخل الفرد". وزاد: "الأمثلة على صحة هذا التصور كثيرة جداً، لدرجة أن الذين عاشوا لفترات طويلة يلاحظون ذلك على الخطاب الديني". وأكد أن ذهنية التحريم التي كانت تسيطر على جميع الفتاوى تغيرت كثيراً، قائلًا: "لو قارنا بين فتاوى السبيعنات وفتاوى هذا العقد قد تتضح الرؤية حول مفهوم الليبرالية الاجتماعي". ورأى الكتب أن التسامح والميل إلى تقديم المرونة حول الأشياء المختلف عليها أصبح يغلب على الأحكام الفقهية. وقال السماري، لو يصح أن أختار عاملاً طردياً واحداً فقط، ينسجم مع حالة التقدم الليبرالي الاجتماعي، فسأختار عامل الثراء وتحسن دخل الفرد، والعكس صحيح، لأن الفقر والعوز يفرضان العزلة والتوحش ويعتبران نكسة في مسار التطور الاجتماعي.. وأخبر الكاتب أنه لهذا السبب على وجه التحديد تتضح ملامح الليبرالية والتسامح في الطبقات الأكثر ثراءً، وعادة يكون لهم دور في التحكم في بعض آليات التطور الاجتماعي، بما يمثلون من سلطة مادية، لكنها قد تصطدم في المستقبل بالتحولات الكبرى في مسار المجتمع. وبيّن أن التحولات الكبرى في مسار اللبرنة العفوية مصدرها اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع، وبين الثراء والفقر، مضيفًا: "هو ما يجعل من الليبرالية حالة نخبوية اجتماعية خاصة، بينما يتحول بقية القوم إلى مراقبين على المشهد الخاص، ويعني ذلك خروجهم من المسار الاجتماعي، ومن ثم تحولهم إلى مسارات أخرى تخفف من معاناتهم من أحوال الحرمان. وشدد السماري على أن الاقتصاد وتحسن معدلات الدخل يشكل حجر أساس في المعادلة الاجتماعية، ولهذا لابد من حالة معيشية أعلى من حد الكفاف، قد تكون ضرورية لتكون بمنزلة الحصن ضد أوبئة الفقر والعوز والحاجة، ويتم تحقيقها بتعزيز المكتسبات بين الأفراد، والعمل على المحافظة على مستويات محددة للمعيشة. واختتم الكاتب مقاله بقوله: "من أجل هذه النتائج تقوم عادة الدولة الحديثة أو العصرية في العالم المتطور على عوامل عدة، من أهمها تقويم مسارات الاقتصاد، وتشجيع التعليم العالي والمتخصص والمهني، وتقديم حلول مجدية لأزمات البطالة، وتطوير مستمر لأنظمة التأمينات الاجتماعية، وذلك لوضع حدود دنيا لحالة الفقر وضمان عدم خروجهم عن المسار العام إلى المجهول، قائلًا: "خلاصة الموضوع أن الليبرالية نتيجة في البدء وليس أيدولوجيا، لكنها قد تتحول إلى حالة عامة أركانها الاقتصاد والقانون والحرية".

arrow up