رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

عاصمة إنجلترا {هارودز}

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أنا لا أذهب إلى لندن إلاّ وأمر على محل (هارودز)، غالباً للصرمحة والفرجة لا للشراء، لأن الإنسان في ذلك الخضم ينسى نفسه فعلاً. ويعود تاريخ المحل إلى أكثر من (160) عاماً، وقد أنشأه (تشارلز هارود)، وقد كان في البداية متجراً صغيراً لبيع الشاي والأغذية. وفي سنة (1883) دمر حريق ضخم المحل، بعدها قام ابن (هارود) بإعادة بنائه في شكله الحالي المكون من سبعة طوابق أحدها تحت الأرض، وشعاره: (كل شيء لكل الناس في كل مكان)، وإذا أردت أي شيء ما عليك إلا أن تذكر اسمه مهما يكن نوعه، فيبحثون عنه في المخازن فإذا لم يجدوه فإنهم يصنعونه أو يحصلون عليه من أي مكان - حتى لو أردت أنت (فيلاً)، فلن يترددوا عن سؤالك: أين تريدنا أن نبعث به إليك؟! إن (هارودز) مستعد أن يقدم لك كل ما تطلب، مثل أن يبيع لك سنداتك أو يبني لك ملعب تنس أو يعلمك لعبة (الغولف)، أو يبحث لأولادك عن مدرسة ملائمة، أو ينظم لك رحلة إلى أواسط أفريقيا، أو يحجز لك تذكرة في أي مسرح في العالم، أو يؤجر لك سيارة (رولزرويس)، بل إنه يتكفل بتنظيم حفلة زفافك، كما أنه بعد عمر طويل يتكفل بدفنك بعد جنازة لائقة بك. والملكة (إليزابيث) بجلالة قدرها كانت تذهب إليه بنفسها، لتؤمن كل احتياجات قصر (باكنغهام) منه. وسبق أن اشترى هذا الصرح رجل الأعمال المصري (الفايد) بمبلغ (615) مليون جنيه، لكن عندما قتل ابنه (دودي) مع الأميرة (ديانا) في حادث سيارة، واتهم بطريقة غير مباشرة العائلة المالكة بتدبير مؤامرة لقتله، قوطع المحل من العائلة المالكة نهائياً، وأخيراً اشترته دولة قطر عام (2010) بنحو مليار وخمسمائة مليون جنيه. وهو يحتوي على (300) قسم موزعة على مساحة (90) ألف متر مربع، ويعمل فيه أكثر من خمسة آلاف موظف، ويزوره سنوياً نحو (15) مليون شخص (وواحد) - الذي هو أنا. وعندما احتفل المتجر عام (1949) بعيده المئوي انهالت عليه برقيات التهنئة من كل مخازن التجارة في العالم، ولكن أروع تهنئة تلقاها «هارودز» كانت من طفل صغير أعطته أمه وهي من عملاء (هارودز) اختباراً في الجغرافيا وكانت الأسئلة والأجوبة كالآتي: ما هي عاصمة فرنسا: باريس ما هي عاصمة إيطاليا: روما ما هي عاصمة إنجلترا: هارودز وما زالوا يعلقون تلك التهنئة والأسئلة والأجوبة، على أحد الحوائط، مع صورة ذلك الطفل الذي أعطوه الحق منذ ذلك الوقت حتى الآن، أنه إذا أتى إلى لندن فسوف يؤمنون له تذاكر سفر والمسكن والمأكل دون مقابل... وهذا الحق ساري المفعول إلى أن يتوفاه الله.
نقلًا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up