رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

ليس اليمن.. بل المنطقة إلى أين؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما يجري في اليمن الآن من أحداث كان البعض يرى أن مجرد تصور حدوثها هو نوع من اشتطاط الخيال وجموحه اللا معقول، أن تنجح مخططات إيران في زعزعة أمن واستقرار المنطقة على هذا النحو! أن تنجح ميليشيات طائفية لا يمكن أن يتعدى تعداد مجموع مسلحيها بضع آلاف في اجتياح عاصمة دولة تعدّ من أقدم الدول في التاريخ، وتُحكم سيطرتها على كافة دواوينها الحكومية بما فيها معسكرات فرق عسكرية مجهزة بأحدث العتاد القتالي ومصرفها المركزي ولا تترك لرئيس الدولة سوى ديوان يعقد فيه مؤتمراته الصحفية، لأمر يدعو دول المنطقة، قادة وشعوبا إلى اليقظة والاستعداد لكل الاحتمالات والسيناريوهات، لأن مخططات إيران ما كانت لتنجح لو لم تجد ثغرات تنفذ منها في المنطقة تتمثل داخليا في أولئك الذين ينفذون أدوارهم في السيناريو الإيراني دون وعي منهم بأنهم سيكونون أولى ضحاياها حينما تستنفذ الغرض منهم. الرئيس هادي لعلكم تتذكرون عندما تحدث للمرة الأولى وبعد أن وقعت الفأس على الرأس وتمت السيطرة على عاصمته قائلا بأن هناك مؤامرة تحركها أصابع من الخارج، فما الجديد في هذا ليتم الإعلان عنه بعد فوات الأوان؟!. وكنت أتساءل قبل اجتياح العاصمة صنعاء على هذا النحو المذل: أين جيش الدولة؟ ماذا ينتظر الرئيس المسؤول عنها وعن البلاد بأسرها؟ هل يشك الرجل في شرعيته وشرعية سلطته؟ لماذا لا يتحرك ويفرض هيبة الدولة وسلامتها وأمن مواطنيها، خاصة وقد سبقت الاجتياح مظاهرات شعبية عارمة تأييدا للشرعية وسلطة الدولة ضد الميليشيات المتمردة، فلماذا لم يتحرك تحت هذا الغطاء؟!. فإلى ماذا تقودنا هذه التساؤلات؟. لا يحتاج أحد إلى أن نؤكد له بأن اختراق الصف الخليجي واقع، وأن يدور اليوم في اليمن له ما بعده، وما بعده هذا سيكون أكثر ترويعا وأخطر عواقب، فاجتياح صنعاء لم يكن بداية السيناريو كما أنه ليس نهايته. ليس اليمن رغم ما حلّ به هو الهدف.. بل المنطقة برمتها.

arrow up