رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

تسييس الحج مرفوض

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

المملكة ومنذ قيامها علي يد الموحد الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - أكدت رفضها الثابت إدخال هذه الشعيرة الإسلامية المقدسة في الخلافات السياسية مع أي دولة يقصد مواطنوها الأراضي المقدسة، على رغم أن بعض الدول مثل إيران تعلن وبشكل واضح الدعوة لاستغلال الحج في إقامة المظاهرات التي كلنا يعرف أنها تفسد على الحجاج سكينتهم وأمنهم وهم يؤدون هذا الركن الإسلامي، على رغم ذلك السلطات في المملكة لم تمنع يوماً ما في تاريخها وصول أي حاج من تلك الدول، ولم تحمل المسلمين أخطاء وسياسات دولهم في أداء شعائرهم، وبعض تلك الدول هي من يمنع مواطنيها من الحج والعمرة، المملكة لم تفرق يوماً بين أصحاب المذاهب المختلفة في أحقية أداء هذه الفريضة، وهي ترى أن ذلك خدمة تتشرف المملكة بتقديمها للحجاج والمعتمرين، ولكنها ترفض وبشكل صارم استغلال هذه المناسبة الدينية الروحية في الزج بالسياسة فيها، ورفع شعارات لا تمت للحج في أيام معدودة، والمملكة لم تمن يوماً بما تقدمه من خدمات للحجيج، بل إنها والجميع يعرف ذلك لمن هو محايد أن الحكومة والأجهزة فيها تكون مستنفرة لتسهيل أداء المسلمين هذه الشعيرة، والذين هم من ثقافات ومشارب حضارية مختلفة، لقد فشلت بعض الدول المارقة في مساعيها المتكررة لتسييس الحج، فلا المكان وقدسية المناسبة قابلة للمساومة في رفع الشعارات السياسية والعداء لهذه الدولة أو تلك. هذا العام وفي ظل الأزمة مع قطر المعروفة المطالب للجميع، إلا من قطر والتنظيمات الإرهابية الإخوانية التي ترعاها، وفي محاولة من النظام القطري لجذب الاستعطاف، بدأ قبل موسم الحج بلعبة قذرة، وهي تسييس الحج واللعب على هذا الوتر العاطفي للخروج من أزمته وتنفيذ مطالب المجتمع الدولي، وهي المتمثلة بوقف دعم وإيواء وتمويل الإرهاب، وبدأ حملة شعواء بقناة «الجزيرة» بأن المملكة تسيّس الحج، وزادت وتيرة هذا الكذب والافتراء بعد القرار الإنساني الذي اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - باستضافة الحجاج القطريين على حسابه الخاص، وتوفير كامل الرعاية لهم. هذا القرار الذي تجاوز الخلاف السياسي قطع على نظام الدوحة المزايدة بهذه المناسبة الدينية بعيداً عن السياسة، لو كان هناك في الدوحة عقلاء لتوقفوا عن هذه الألاعيب ودغدغة المشاعر والبكائية والزعم بإبعاد الشعوب عن الخلاف بين الحكومات، ولكن هذا القرار أصابهم في مقتل، فمن المعيب أن يصرح وزير خارجية قطر بعد السماح للحجاج القطريين بالعبور من المنفذ البري إلى المملكة بأنه قلق على سلامة وأمن مواطنيه خلال وجودهم في المملكة، فنحن نقول له ولحكومته إنهم أشقاء أعزاء في بلدهم، والمبادرة بتذليل أدائهم الحج لم تأتِ من الدوحة بل من المملكة، وقيادتها وحكومتها وشعبها لا يمنون على أشقاء لنا بذلك، فقد وجهت القيادة السعودية بأن يعامل إخوتنا القطريين بترحاب، وأن تخصص لهم أماكن محددة في المشاعر، وخصص رقم موحد لتذليل أية صعوبات يواجهونها، والطائرات السعودية ستنقلهم من الدوحة إلى المملكة، كل ذلك ويطرح مثل هذا الخطاب الكريه بدعوى أن الإعلام السعودي يبث الكراهية ضدهم، وهذه مغالطة مكشوفة، فمنذ بداية الأزمة والمملكة تؤكد أن خلافها ليس مع أبناء الشعب القطري ولكن مع سياسة حكومته التخريبية في المنطقة، فهل يتعظون ويرجعون إلى طريق الحق؟ نقلا عن الحياة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up