رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

موسم الحج شهادة لكم وعليكم !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لأداء المبهر لوزارة الصحة في موسم الحج في هذا العام وكل عام ، يثير الإعجاب في نفوس كل من أتيح له أداء الفريضة من ضيوف الرحمن من شتى أركان العالم، ولكنه يثير في نفوسنا نحن السعوديين الفخر والاعتزاز بهذه المستويات العالية من الخدمات الصحية المتنوعة بمستوييها الكمي والنوعي، التي تقدمها وزارتنا بكل اقتدار، ونشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نشاهد الحركة الدؤوبة، والاستجابة الفورية في تلبية الاحتياجات الطبية والصحية الطارئة لضيوف الرحمن من العاملين في كل القطاعات الصحية بهمة ونشاط وتفانٍ، ووزير الصحة يشرف متابعا بنفسه كل صغيرة وكبيرة، متنقلا من مكان إلى مكان بين مختلف المواقع، عاكسا صورة كأجمل ما تكون عن مؤسسات الدولة لكل الأجانب الذين أتوا من كل بقاع العالم وللذين يتابعون وقائع المناسك في القنوات العربية والعالمية، ولذا من حقنا أن نفخر بالوزارة وبكل العاملين بالوزارات الأخرى المشاركة بفعالية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، كما من حقهم علينا أن نشيد بهم ونشد على أيديهم ونشكرهم على ما قدموا، فهذا حق لهم وواجب علينا. ولكن أثارت هذه الصورة الرائعة، وهذا التفاني والجد والإخلاص، إلى جانب دهشتي وإعجابي وافتخاري، سؤالا محيرا: طالما أن الوزارة قادرة على فعل هذا الذي يشابه الإعجاز في موسم الحج ، فلماذا لا تقدمه طيلة العام إذن، فالإمكانات والموارد المالية والبشرية والآليات كما رأينا متوافرة؟ هل نحن موسميون إلى هذه الدرجة؟ لا أدري لماذا خطر بذهني أننا نشبه رجلا قد يستدين ليولم لضيفه بذبيحة، في حين يبخل على أبنائه بقطعة حلوى لأن أولويات ميزانية الأسرة لا تسمح بهذا الترف! فلو حافظت وزارة الصحة وكل المؤسسات العمل بقية العام على نفس وتيرة إيقاع عملها في موسم الحج فإن جودة أدائها ستستقر على هذا المستوى، أما أن تعود بعده إلى جحرها مثل الضب لتخلد إلى السبات الشتوي العميق، ولتخرج في موسم الحج القادم، فهذا أمر لن يحقق لها استقرار الجودة، وستستمر شكاوى المواطنين من سوء الخدمات الصحية، رغم الإمكانات الهائلة التي توفرها الدولة، بعد أن شاهدوا بأعينهم ما تستطيع مؤسسات الدولة أن تفعله في موسم الحج، ويا وزارة الصحة وكل المؤسسات أنتم قادرون على ما هو أكثر مما تقدمون، وموسم الحج شهادة لكم وعليكم بذات الوقت، فافعلوا، بارك الله فيكم.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up