رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

الحب أقوى من الموت

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قال الله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَة مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَة وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ). فقد جعل المولى (البنين) – خصوصاً الأطفال – من متع الدنيا، فمنزل لا أطفال فيه، لا شيء من ألق الحياة فيه، فما بالكم في دولة لا يولد بها أي طفل، ولا تجد في مبانيها وشوارعها أطفالاً يلعبون أو يضحكون أو حتى يبكون. نعم هناك دولة واحدة في العالم لا يوجد فيها أي أطفال – ألا وهي الفاتيكان. وعندما كنت في روما نشأت صداقة أو استلطاف عابر بيني وبين أحد القساوسة، وبحكم مكانته سألني إن كنت أرغب في التجوال ومشاهدة تلك الدولة الصغيرة، فوجدتها فرصة لا تعوض، ووافقته بطبيعة الحال شاكراً له مبادرته ولطفه، ولسان حالي يقول: «إيدي بزنارك». وفعلاً تواعدنا في اليوم التالي، وأخذني معه، ولم يبق هناك مبنى أو ممر أو ساحة إلا ودخلناها، حتى المطابخ وأماكن الأكل لم نوفرها، والمكان الوحيد الذي لم أدخله ووقفت أمام بابه الموصد هو جناح البابا الذي ينام فيه. واستمرت جولتنا ما يقارب من ساعتين، والذي افتقدته هو رؤية أو سماع صوت أي طفل. *** التي قطعت قلبي حزناً هي طفلة بريطانية اسمها جميما وعمرها 13 سنة، وهي مصابة بمرض تمدد الأوعية الدموية بالدماغ، وعندما عرفت هي أنه لا أمل لديها في الحياة، ما كان منها إلاّ أن تتبرع بكل شجاعة بأعضائها لمن يستحقون. وفعلاً زرع قلبها وأمعاؤها الدقيقة وبنكرياسها في أجساد ثلاثة أشخاص، بينما زرعت كليتاها في شخصين آخرين، فيما قسم كبدها ليزرع الشطران في شخصين، إضافة إلى زراعة رئتيها في مريض واحد، وكانت كلها ناجحة. وعادة ما تساعد عملية التبرع الواحدة في إجراء من عمليتين إلى 6 عمليات زرع، غير أن ثماني عمليات أمر غير معتاد. وقالت والدتها التي تعمل مدرسة دراما، ووالدها الذي يعمل مديراً عاماً في شركة بناء، قالا لمحطة (BBC)، إنهما يعلمان أن ابنتهما ترغب في التبرع بأعضائها، لأنهما تحدثا معها في هذا الأمر قبل أسبوعين من وفاتها – انتهى. رحم الله جميع خلقه. *** الحب أقوى من الموت، وما يموت حبيب لنا ما دام حبنا له يحيا ويستمر معنا. ويُصدّق على ذلك جميل بن معمر عندما قال: أهواك ما عاش الفؤاد وإن أمت يتبع صداي صداك بين الأقبر نقلا عن الشرق الاوسط

arrow up