رئيس التحرير : مشعل العريفي

الغيث : الاخوان يخترقون السعودية والهيئة لم تكن موجودة في زمن النبوة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:أوضح القاضي السعودي السابق وخبير الفقه والقضاء الشرعي لدى جامعة الدول العربية، عيسى الغيث أن سبب توقفه عن الكتابة هو الشيخ صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى ، موضحاً أنه لم يقم بمنعه ، ولكن تمت محاسبته على مقالاته الوسطية الوطنية، والتضييق عليه من خلال النقل التعسفي ومنع الترقيات، فتوقف عن الكتابة وعاد بعد إبعاده عن القضاء ، مؤكداً أنه كان معروفًا عن اللحيدان بتعسفه تجاه القضاة ،مضيفاً أن هذا الكلام يقوله للمرة الأولى، وهو جزء من مذكراته الطويلة التي دونها وأوصى أولاده بنشرها بعد رحيله .
جاء ذلك في حوار له نشره موقع "إيلاف" ، حيث أوضح الغيث قائلاً : المقصد أن أكتب بناءً على سقف الحريات ونوعية الفكر، ولا أعني أن أكتب ما يُراد مني ، لكن أحيانًا لا يستطيع الشخص أن يكتب إذا لم يرد منه ومن غيره الكتابة بهذا الشأن ، ولو كنت أكتب بناءً على الطلب لما توقفت أصلًا عن الكتابة ، عمومًا خطابي لم يتغير منذ أن عدت إلى الإعلام قبل سبع سنوات ، وبالمناسبة، أنا لم أعد إلى الإعلام إلا في عام 1430هـ، وتوقفت قبلها سبع سنوات عن الكتابة والمشاركة الإعلامية أسميها بالسنوات السبع العجاف.
هذا وقد فسر الغيث مهاجمته من الدول الغربية بعد إعدام 47 إرهابياً قائلاً : "بداية، لدي ملاحظات على ملف مكافحة الإرهاب منذ عام 2003، من بطء التحقيق وبطء المحاكمة وعدم وضوح في التنفيذ، بسبب عدم خبرة وقدرة المباحث العامة آنذاك في التعامل مع هذه الحوادث الكبيرة والكثيرة والمتوالية ، تجاوز عدد المقبوض عليهم الآلاف، فتعدى ذلك القدرة على التعامل ، أنا هنا أفسر ولا أبرر الواقع، بعكس ما يحدث الآن من سرعة تحقيقات ومحاكمات لا يتجاوز زمنها 6 أشهر منذ الاعتقال وفقًا للقانون ، أرى جهاز المباحث يؤدي عمله بامتياز، وكنت سابقًا أطالب دائما بتنظيف السجون، ليس بمعنى دموي بل بمعنى عدم التأخير في تنفيذ الأحكام.
كما أضاف الغيث أنه كي تحارب أي منتج يجب أن تحارب المصنع الرئيسي لهذا المنتج. حين نشاهد الشباب المشارك في الأعمال الإرهابية والتفجيرات نجدهم نتاج التجنيد، سواءً من القاعدة أو داعش، أي هناك شبه توافق فكري بينهم، وجميع من يشارك في هذه التنظيمات من السعوديين هم نتيجة بعض المحاضن التربوية عندنا في المملكة، فبعض هذه المحاضن تخرج شباباً داعشياً بنسب متفاوتة، وأقرب مثال الآن شاهدنا من قبل حملة طائفية تحريضية شنيعة على الشيعة السعوديين من مشايخ التطرف، وفي نفس الوقت هؤلاء المشايخ لم يطالبوا بالهجوم عليهم ولا قتلهم لكنهم وضعوا أرضية مناسبة للشباب المتحمس لممارسة هذه الأعمال. وحينما تتم هذه الأعمال، نجد مشايخ التطرف في مقدمة مهاجمي ومنتقدي هذه العمليات الإرهابية، وقس على ذلك ما نشاهده من هجوم متطرف وتحريضي من بعض دعاة الدين تجاه الإعلاميين من خلال وسم #اعلاميون_يخدمون_أعداءنا وهذا الهجوم الذي لو تنتج عنه لا سمح الله عملية ارهابية تجاه أحد الإعلاميين، فسوف تشاهد نقد هذه العمليات الإرهابية من هؤلاء الدعاة أنفسهم !
مؤكداً أن التنظيمان الإخواني والسروري [تنظيم متطرف أسسه الشيخ محمد سرور زين العابدين من حوران السورية، وكان من الإخوان المسلمين فانشق عنهم] يحرضان على الإرهاب، وداعش والقاعدة ينفذان العمليات الإرهابية، ومعظم كوادر القاعدة وداعش من السعوديين هم من مخرجات هذين التنظيمين السريين لدينا.
كما أكد الغيث في حواره قائلا : " ما زال التعليم مخترق... الدولة مخترقة، فليست لها أجندة للأمن السياسي الحركي، ولا استراتيجيا ولا خطة واضحة ، تجد سياسيين كباراً لا يعرفون عن هذا التنظيم السري للإخوان المسلمين الذي يخترق الدولة، لأن العديد من أعضاء هذه الجماعة يتبوأ مناصب قيادية في الدولة ، في السعودية، ينفعك انتماؤك إلى التنظيم السري للإخوان المسلمين أكثر من ولائك للنظام ، فلو كان الوزير أو عضو هيئة كبار العلماء أو عضو السلك القضائي أو عضو هيئة التدريس الجامعي أو العام من أتباع هذا التنظيم السري، فسيجد منهم كل الدعم والمساعدة .
وحول سؤال.. هل فتاوى ابن تيمية ومن بعده محمد بن عبدالوهاب هي السبب الرئيس في كثرة فتاوى التكفير ؟ أجاب الغيث قائلا :فكر ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب جزء من المشكلة لكنه ليس كل المشكلة. القاعدة وداعش لا تنطلقان أساسًا من فكرهما، ومن ذلك كتاب الدرر السنية وبعض تراث ما يسمى بأئمة الدعوة النجدية. لكن اذا أتينا لجماعات التكفير مثل جماعة الهجرة والتكفير لم يكن من ضمن مراجعهم في التكفير لا محمد بن عبدالوهاب ولا ابن تيمية، مع العلم أن بن تيمية وبن عبدالوهاب ليسا تكفيريين، لكن قد يكون بعض طلبتهما وبعض من تولى ايصال خطابهما هو التكفيري. كما وصف الغيث نفسه قائلاً : "أنا إسلامي وسطي تجديدي مستقل غير متطرف وغير تقليدي وغير حزبي" .مؤكداً أن الأصل في كل شيء الإباحة ما لم يرد دليل على تحريمه. المفترض أن من يحرم الشيء يأتي بالدليل وليس العكس، وتجد عندنا خصوصًا في ما يتعلق بقضايا المرأة أن التحريم أول مرحلة ثم بعد سنوات وسنوات نجد الفتوى تغيّرت. لماذا؟ لأن الأمر لم يكن محرمًا من الأساس. شئنا أم أبينا، قيادة المرأة السيارة قادمة لا محالة عاجلًا أو آجلًا، لكن السؤال من يتحمل تأخير هذا الأمر لسنوات وسنوات ومن يدفع ثمن حرمان المرأة عشرات السنين من هذا الأمر وتسببنا في كثير من المنكرات بل والكبائر والظلم بسبب ذلك.
وحول قضية فتاة النخيل مول، وقضية التشهير بالإعلامي علي العلياني. تحدث الغيث قائلا:  يبنى أي عمل في الشرع على دليل، من القرآن أو السنة. الهيئة لم تكن موجودة في زمن النبوة، والشرع كذلك نهى عن التجسس الذي تمارسه الهيئة اليوم، ولم يرد عن الرسول ولا عن أصحابه عن مطاردة الناس في بيوتهم والتجسس عليهم، وأسوأ ما يحدث أن تستغل سلطة جهاز حكومي تجاه اعلامي انتقد أداءها، فهذا فعل ميليشياوي وليس جهازاً حكومياً محترماً. لو كل جهاز حكومي يحارب من ينتقده فستقوم الدول داخل الدولة، ونتحول لصومال جديد وعراق جديد!! حتى العاصي في وقت الرسول لم يكن يُفعل به هذا، بل كان يتغاضى عنه ويلتفت عنه ويستر عليه ومن ذلك قصة ماعز والغامدية. باختصار، ما يحدث من الهيئة مزايدة على الله ورسوله في الإسلام. الغريب والمؤسف في نفس الوقت أن ينتقد الإعلامي وزيرًا بتهمة التغريب مثلًا فيوصف بالمحتسب، ولو انتقد الهيئة فسيوصف بالمنافق الزنديق. هنا نستغرب سكوت مجلس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للفتوى ومنابر الحرمين وخطب المساجد عبر المملكة وعموم المؤسسات الدينية وصمت النيابة العامة والجهات المختصة المسؤولة التي ترى الفوضى والظلم والافتئات على سلطات الدولة وتقف متفرجة وكأن الأمر لا يعنيها، وأخشى أنها لو نطقت لقلنا ليتها سكتت !!.

arrow up