رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

صورة تحتاج لتغيير...!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إن الانطباع الذي تتركه أجهزة الأمن في الشارع، هو انطباع سلبي، يتمثل في الرهبة والخوف اللذين تبعثهما في نفوس الناس..ويستطيع المرء أن يرصد انعكاسات هذا الانطباع في عديد من الممارسات، أو العادات، التي لا ترجع إلى نقص في ( مروة ) الناس بقدر ما يرجع إلى الخوف من رجل الأمن فكم من مرة شاهد أحد المارة حادثا، ولم يتوقف لإسعاف المصاب، خوفا من الشرطة، نائيا بنفسه عن المشكلات والمتاعب التي يتوقعها في حال تدخله النبيل لإسعاف مصاب ينزف! وكم من مرة ابتلع أحدهم شهادته عما شاهد بأم عينيه لذات السبب!الصورة النمطية لرجل الأمن أصبحت هي الوسيلة التي يكبح بها الآباء مشاكسة أبنائهم وعنادهم فالطفل الذي لا يريد النوم يخوف بالشرطي كي ينام، والطفل كثير الحركة يهدد بالشرطي ليركن إلى الهدوء …وهكذا ! لقد خسرنا بهذه الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان الكبار والصغار، للدرجة التي تجعل الطفل الذي يتعرض للتخويف من الأطفال الأكبر سنا يتمثل دور الشرطي، ويتوق إلى أن يكبر ليصبح شرطيا يخيف الأولاد الذين أرهبوه لقد خسرنا بهذه الصورة النمطية الشرطي – الإنسان- الذي يسهر على راحة الناس، والذي يعينهم عند الحاجة، والذي يترفق بالأطفال ويداعبهم، ويبتسم في وجه الناس إلا أننا لم نخسر الشرطي- الإنسان- الفرد وحده، بل خسرنا قبله المؤسسة الشرطية، كمؤسسة ذات بعد معرفي كبير مهم، مؤسسة تهتم ببحث المجتمع وخصائصه وتركيبته وكيفية الارتقاء به، وكيفية تفعيل عناصر بنيته الداخلية ليحمي نفسه من الأمراض والهزات التي تفقده توازنه، وتفقده السيطرة على إيقاعات التغيير التي تعصف بالعالم…!

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up