تراثنا فيه صمام الأمان ؟
ثمة آلية في الحكم انتهجها مؤسس الكيان السعودي الملك عبد العزيز (أمطر الله قبره شآبيب الرحمة) كان ينتهجها إبان إدارته لشئون الدولة الوليدة ، حيث كان يختار من بين المخلصين من أبناء الدولة الذين لا يتطرق الشك إلى ولائهم وإيمانهم وتقواهم ، أولئك الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم ، وليسوا على استعداد ليبيعون دينهم بدنياهم ، فيصدقونه القول حتى لما يكره لأنه يعرف بأن هؤلاء هم الأحرص على بقاء وتطور الدولة التي أولاه الله سلطانه على إدارتها ، وكلفه إقامة العدل بين رعاياها ، وكان رحمه الله لا ينتظرهم أن يأتونه من تلقاء أنفسهم ، لأنهم لا يسعون إلى ذلك ، وإنما كان هو يسعى إليهم ويطلبهم في مجلسه ، ليسألهم عن أحوال الرعية في مناطقهم البعيدة عن عينيه وعن ما يشتكون وما يحتاجون ، وكل ذلك حرصا منه على مرضاة الله ونهوضا بالمسؤولية تجاه من أولاه الله أمرهم . يمكنك أن تسأل لماذا كان رحمه الله يلجأ إلى هذه العيون (اللاتنفيذية) أي التي ليست (موظفة ) في جهاز الدولة؟ ، السبب واضح بسيط : لأن موظف الدولة ولخوفه على مقعده ، أو لطمعه في منصب أعلى سيصور الأمر لولي الأمر وكأن كل شيء على ما يرام ، انه (يطيّب) خاطره ويسمعه ما يريد أن يسمع ، إلا أن ابن الإمام عبد الرحمن بن سعود (رحمهما الله ) لم يكن يسعى إلى تطمين كاذب أو مزيف ، بل كان شأنه شأن السلف الإسلامي الأول يسعى لأن يضع يده على الحقيقة ، على الواقع السؤال إذن : لماذا لا نلجأ إلى آليات الحكم في تراثنا العربي والإسلامي طالما فيه صمام الأمان ؟
لا يوجد تعليقات