رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

تراثنا فيه صمام الأمان ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ثمة آلية في الحكم انتهجها مؤسس الكيان السعودي الملك عبد العزيز (أمطر الله قبره شآبيب الرحمة) كان ينتهجها إبان إدارته لشئون الدولة الوليدة ، حيث كان يختار من بين المخلصين من أبناء الدولة الذين لا يتطرق الشك إلى ولائهم وإيمانهم وتقواهم ، أولئك الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم ، وليسوا على استعداد ليبيعون دينهم بدنياهم ، فيصدقونه القول حتى لما يكره لأنه يعرف بأن هؤلاء هم الأحرص على بقاء وتطور الدولة التي أولاه الله سلطانه على إدارتها ، وكلفه إقامة العدل بين رعاياها ، وكان رحمه الله لا ينتظرهم أن يأتونه من تلقاء أنفسهم ، لأنهم لا يسعون إلى ذلك ، وإنما كان هو يسعى إليهم ويطلبهم في مجلسه ، ليسألهم عن أحوال الرعية في مناطقهم البعيدة عن عينيه وعن ما يشتكون وما يحتاجون ، وكل ذلك حرصا منه على مرضاة الله ونهوضا بالمسؤولية تجاه من أولاه الله أمرهم . يمكنك أن تسأل لماذا كان رحمه الله يلجأ إلى هذه العيون (اللاتنفيذية) أي التي ليست (موظفة ) في جهاز الدولة؟ ، السبب واضح بسيط : لأن موظف الدولة ولخوفه على مقعده ، أو لطمعه في منصب أعلى سيصور الأمر لولي الأمر وكأن كل شيء على ما يرام ، انه (يطيّب) خاطره ويسمعه ما يريد أن يسمع ، إلا أن ابن الإمام عبد الرحمن بن سعود (رحمهما الله ) لم يكن يسعى إلى تطمين كاذب أو مزيف ، بل كان شأنه شأن السلف الإسلامي الأول يسعى لأن يضع يده على الحقيقة ، على الواقع السؤال إذن : لماذا لا نلجأ إلى آليات الحكم في تراثنا العربي والإسلامي طالما فيه صمام الأمان ؟

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up