رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

فطن ألغي فماذا عن حصانة ورفق: اختبار قياس فكري محكم لهؤلاء

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

التعليم أمام عقبة كأداء من الفكر المتطرف الذي كرسه التنظيم السروري على مدار عقود في أوساط المعلمين والمعلمات وهؤلاء بدورهم نقلوه وما زالوا ينقلونه للطلاب والطالبات مع استغلال أي برنامج مثل فطن وحصانة تحت عنوان (فطن هل سيخدم الوطن!!) كتبت في هذه الزاوية بتاريخ 22 /‏11/‏ 2015، ما يلي: (سيجتهد المعلمون والمعلمات في التطبيق،.....! فما هي الأفكار المنحرفة؟ - التي سيحاربها فطن - هل هي التطرف والتشدد والتكفير الذي يقود إلى إرهاب الآخر المختلف معنا في العقيدة أو المذهب أو الجنس أو اللون أو الذي يشاهد برامج «الكارتون» وألعاب الفيديو، والمسلسلات، والأفلام؟ هل هي تكريس «وطني الإسلام» وليس وطني السعودية؟ هل هي تحريم سماع السلام الملكي والنشيد الوطني والأغنيات الوطنية لأن فيها موسيقى؟ هل، وهل، وكل ما أوردته هنا أمثلة تتردد وتتكرس في داخل المدارس وبجهود معلمين ومعلمات كثر، ولهذا، وقد تركت الوزارة خطط تنفيذ برنامج «فطن» لاجتهادهم، فهل تعتقد الوزارة أن الذين يكرسون تلك الأفكار التي تحرم حتى النشيد الوطني، سيناقضون ما هم عليه، ويعلمون الطلاب والطالبات ويقولون لهم: إن كل ما قلناه لكم خطأ، وأنكم من أجل أن تكونوا «فطنين» لا تصدقونا!!........... التطرف والتشدد يضرب بأطنابه بين ردهات معظم مدارس البنين والبنات، منذ زمن بعيد؟ فهل يؤمل أن يرعوي هؤلاء المعلمون والمعلمات والموجهون والموجهات من عند أنفسهم !!؟). وبعد نشر مقالي هذا قوبلت بعاصفة من الاستنكار والتكذيب والشتم، شنها الملوثون بالفكر السروري من الجنسين داخل المدارس وخارجها، وبعد أكثر من أسبوعين، وتحت عنوان (فطن سيدخل عيادة الرقاة!!) نشرت هنا مقالا بتاريخ 7/‏ 12 /‏2015؛ قلت فيه: (الواقع الحي داخل كثير من مدارس البنين والبنات وما يحقن به طلابها وطالباتها من «ثقافة الموت، والتفسيق والتبديع، والتحريم لكل مباح»،.......! يجعل كثيراً من الطلاب والطالبات يعيشون في أزمات المقارنة بين ما يتلقونه من بعض معلميهم ومعلماتهم، وبين مظاهر الحياة حولهم، حتى في بيوتهم، لكنهم يجدون حلاّ سهلاً في بعض قنوات التلفزيون الحافلة بوعاظ «حركيين ودراويش» يؤكدون لهم دقة وصحة ما تلقوه داخل مدارسهم، وفي ذات الوقت يقولون «اصبروا، وانكروا» داخل أنفسكم إلى أن تجدوا فرصة لتغيير المنكر عمليا!!..... كيف تتصور وضع طالب أو طالبة يعتبر بعض المعلمين أو المعلمات «فسقة أو منحرفين!» لأنهم يقولون له «النشيد الوطني بموسيقى السلام الملكي، والأغاني الوطنية حلال»، بينما في ذات المدرسة معلمون أو معلمات يحرمونها، ويؤكدون أن من يستحلها «فاسق ومنحرف»؟! تأمل، ثم حاول أن تعرف ماذا سيحدث لبرنامج «فطن» الذي أوكلت الوزارة أمر تنفيذه لاجتهادات المعلمين، والمعلمات. إن هذا البرنامج الرائع في رؤيته ورسالته، سيأخذ مساره إلى تكريس التطرف المكرس أصلاً، ولن يجدي سحب كتب الإخوان المسلمين من مكتبات المدارس، فهي أصبحت محفوظة في العقول، وكأني بكثير من معلميكم ومعلماتكم الآن يقولون «هذه حرب على الفضيلة تشنها الوزارة»، لكنهم سيجدون من الفتاوى «المحلية» الموجودة والمستمرة ما يتناغم مع فكرهم ويمنحهم فرصة الجهر بما يكتنزونه من «تطرف وتشدد». سيجدون الوقت الكافي في كل حصصهم لتكريسه باسم «الدين والتدين»، ولا حتى إبعاد معتنقي الفكر الحركي المتطرف أو المتشبعين به دروشة، فمع صعوبة اكتشافهم ومع أن هذه خطوات جيدة، إلاّ أن اجتثاث الفكر يحتاج إلى قرارات وجهود أكبر وأشمل، فبهذا الأسلوب -الخجول- سنظل كوطن ندور داخل دائرة هذا الفكر الذي أفضى وسيفضي إلى ما نشاهده اليوم من إرهاب داخل الوطن وخارجه!!). وبعد نشر المقال قوبلت بذات العاصفة من التكذيب والشتم، ولكن لم يطل الوقت حتى تبين الآن وبعد أكثر من عامين وباعتراف الوزارة نفسها أن (فطن لا يخدم الوطن!!)، وأنه كان ميدانا خصبا لتكريس فكر التنظيمات الحركية وخاصة السرورية، ذات الفكر المتطرف المتغلغل في معظم مفاصل الوطن، وقد بادرت الدولة إلى العمل على تأديب رموز التنظيم ودعاته، وبقي الأتباع سذجا وعارفين، ولا أدري عن السبعمائة من المعلمات والمعلمين والمشرفات والمشرفين الذين تم إبعادهم بعد إيقاف (فطن !! التنظيم الوظيفي الإخواني - والأدق هو السروري - !!)، أين سيذهب هؤلاء !!؟ هل سيعودون إلى فصول المدارس!؟ وإن عادوا فهل سينتهون عن ممارسة ما مارسوه مع فطن!!؟ ثم ماذا عن برنامج (حصانة!!) وبرنامج (رفق!!) اللذين ما زالا يسيران باجتهاد المعلمين والمعلمات مثلما كان (فطن!!) ثم ما الفروقات الفاصلة بين البرامج الثلاثة!!؟ يبدو لي أن التعليم أمام عقبة كأداء من الفكر المتطرف الذي كرسه التنظيم السروري على مدار عقود في أوساط المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات، وهؤلاء بدورهم نقلوه وما زالوا ينقلونه للطلاب والطالبات عبر فصول الدراسة مع استغلال أي برنامج مثل فطن وحصانة وغيرهما، وأتصور أن التعليم بحاجة لمحاربة هذا الفكر إلى برنامج خاص موجه للمعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات وليته يشمل المسؤولين في إدارات الوزارة وإدارات التعليم، وليبدأ هذا البرنامج باختبار (قياس فكري!!) تعده جهة متخصصة محكمة للتعرف على الفكر السائد داخل الوزارة وفروعها ومدارسها بنين وبنات، ومن ثم تصميم البرامج المناسبة لمكافحة التطرف، فإذا صلح فكر هؤلاء صلح فكر ملايين الطلاب والطالبات!! فإصلاح الفكر المنحرف يجب أن يتجه إلى منابعه لا إلى فروعه!!.
نقلا عن "الوطن"

arrow up