رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

العربية العرجاء.. ولا الجزيرة الصحيحة!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما يؤيد أي وطني سعودي قناة العربية فإنه لا يدافع عن عبدالرحمن الراشد ولا صالح القلاب ولا تركي الدخيل، ولا عن أي من العاملين فيها، هم لا يدافعون عن الأشخاص، بل ينافحون عن أهم مكتسب إعلامي سعودي منذ إنشاء التلفزيون في المملكة العام 1965. «العربية» هي البنت الشرعية لقاطرة الإعلام السعودي في الخارج، الذي نشأ العام 1978، بصدور صحيفة الشرق الأوسط من العاصمة البريطانية لندن، وهي تكمل اليوم ذلك الدور العظيم الذي قامت به «الشرق» في الدفاع عن مصالح المملكة والذود عنها ومحاربة الأعداء في عقر دورهم. لذلك تبقى قناة العربية درة التاج الإعلامي السعودي، والمدفع الأقوى والأمضى في السياسة السعودية الناعمة، لكنها الأكثر إيلاما للخصوم القريبين من خاصرتنا، أو البعيدين المتربصين بنا على تخوم الإقليم العربي. السؤال العاقل.. هل كل ما تقوم به قناة العربية ناجح، بالتأكيد «العربية» مثلها مثل كل المنظمات والمؤسسات يديرها بشر في نهاية الأمر، أي أنها تخفق حينا وتنتصر أحيانا، فالعربية على سبيل المثال ترنحت قليلا بداية احتجاجات «الربيع العربي»، وصدقت تلك الأوهام التي صنعتها دول ومنظمات بمساعدة قوى عربية على الأرض، ولم تكن قادرة على رؤية المشهد بوضوح، إلا أنها خلال أشهر قليلة استعادت الشاشة وامتلكت قلب وعقل المشاهد العربي وبثت الحقيقة. كما استطاعت أن تهزم بالكلمة والميكرفون مليشيا حزب الله في 7 آيار مايو 2008، عندما احتل الحزب الأحياء السنية في بيروت، معلنا تمرده وعدوانه على الشرعية والشعب الأعزل، لقد كانت علامة فارقة في تاريخ الصراع بين الدم والكلمة، انتصرت فيها شاشة العربية، على مدفع إيران في لبنان. وكما حدث في بداية «الخريف العربي» ينظر لها بعض السعوديين بعين المعاتب في نقلها للجهود في اليمن، وعدم متابعتها لإنجازات قطاعات متنوعة على الأرض، وهو أمر لابد أن تلتفت إليه، فالدار واسعة. ولنسأل أنفسنا من هم أعداء «العربية»، لنعرف لماذا يخاصمونها ويسعون لشيطنتها وإسقاطها.. يقف على رأس الأعداء حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، ومن ورائه كل النظام الثوري «الفارسي» الذي صنعته إيران ونشرته في المنطقة، وهم أول من أطلق عليها لقب «العبرية» بدلا من «العربية» - كيف لا وهم خصوم «العرب» منذ القادسية وحتى اليوم -، هذا العداء الجارف جاء على أثر تبني القناة لشهادات طالت الحزب بمساعدة النظام السوري في قتل رفيق الحريري، ثم وقوف العربية ضد مغامرة «الحزب» المشؤومة العام 2006، وما جلبته للبنان ولشعبه من هزيمة وقتل وتشريد. انضم لهذا الحلف غير المقدس، فلول البعثيين، وشعوبيو الحشد الشعبي، وكل الأحزاب الإيرانية في العراق، مضافا إليهم مطلقات الصحوة والسرورية، وصانعوهم من الإخوان المسلمين بكل أفرعهم وتنظيماتهم. المؤكد أن أي دعوة للتفريط في قناة العربية هي دعوة ماكرة، تهدف لوأد أهم قوة إعلامية في العالم العربي الآن، وسلبها من السعودية وطنا وسياسة، وإبقائنا تحت رحمة الجزيرة ووصاية قنوات السباب الطائفية، فـ«العربية» ولو عرجت ذات مرة، فإن سيفها وقلبها معنا، بينما قلوبهم عامرة بالحقد وخناجرهم تشحذ صباح مساء للغدر بنا. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up