رئيس التحرير : مشعل العريفي
 قينان الغامدي
قينان الغامدي

خيارات لبنان مع تنظيم حسن: نهاية إرهاب الولي الفقيه حتمية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا يوجد عاقل يتمنى الحرب أو يريدها، فهي ليست نزهة، لكن دول المنطقة بتعاون ودعم دوليين لن تسمح للإرهاب بالمزيد من التغول، والتدخل في شؤونها الداخلية لزعزعة استقرارها ليس جديدا القول بأن «تنظيم حسن!» في لبنان واحد من أكبر التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، ولا يتفوق عليه حاليا سوى «تنظيم الولي الفقيه!» في إيران، فهذا التنظيم وبعد أن تمكن من احتلال دولة إيران في عام 1979، كانت أولى خطواته خارج إيران هي تأسيس «تنظيم حسن!» في لبنان، وشيئا فشيئا نما التنظيم وتعاظم داخل لبنان، حتى هيمن على الدولة اللبنانية، وأصبح يتحكم في معظم سياسييها ومؤسساتها عن طريق الإرهاب والعنف والاغتيالات المعروفة التي كان أشهرها اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري! الجديد الآن أن «تنظيم حسن !» بدأ يستشعر الخطر، حيث تأكد له أن الوقت قد حان لتسديد فاتورة إرهابه خلال العقود الماضية، وهو إرهاب تمدد في لبنان أولا، ثم مد أنيابه الشريرة إلى معظم الدول العربية، وخاصة دول الخليج، بدعم مباشر مالي ولوجستي من التنظيم الإرهابي الأم في طهران!. ومنذ قيام «حزب الحوثي!» بالتمرد على الشرعية في اليمن وممارسة الأفعال الإرهابية داخل اليمن، وعلى حدود المملكة الجنوبية، تبين للعالم كله أن «تنظيم الولي الفقيه!» في إيران هو منبع الإرهاب في المنطقة والعالم، وبدأت أصابع الاتهام تشير إليه من أميركا إلى دول أوروبا إلى البلدان العربية، وخاصة دول الخليج التي عانت مع هذا التنظيم طيلة العقود الأربعة الماضية، باستثناء «تنظيم الحمدين!» في قطر الذي تبين أنه يسير مع «تنظيم الولي الفقيه!» على ذات الخط الإرهابي الذي أصبح مكشوفا للقاصي والداني!. التنظيمات الإرهابية في المنطقة من طهران إلى بيروت إلى بغداد إلى صنعاء إلى الدوحة إلى المنامة والكويت والرياض والقاهرة وطرابلس الغرب وغيرها من العواصم، هدفها واحد، وهو زعزعة استقرار الدول ونشر الفوضى، وإسقاط أنظمتها، والاستيلاء على السلطة فيها!. تنظيمات «الإخوان، والسروريين!» سقطت بسقوط ومقاطعة «تنظيم الحمدين!» الذي هو الآخر كسرت شوكته، وتم فضح مؤامراته، منذ المقاطعة قبل نحو خمسة أشهر وحتى الآن، ومازال الكشف مستمرا، وتبعا لذلك تقلص حجم ودور خلايا التنظيمات التي كانت مدعومة من تنظيم الحمدين بصور مختلفة، كما تم كسر شوكة تنظيم الولي الفقيه في اليمن، وفي العراق - إلى حد كبير - وجاء الدور لتنظيف المنطقة من إرهاب هذا التنظيم، وما تبقى من فروعه وعلى رأسها «تنظيم حسن»!. دولة لبنان، ومنذ قيام الأزمة السورية بقيادة تنظيم الأسد وداعميه من طهران، اتخذت سياسة «النأي بالنفس!» عن الصراع الدائر في سورية، لكن دخول «تنظيم حسن!» إلى حلبة الصراع وضع الدولة اللبنانية في موقف حرج جدا، عنوانه الواضح الصريح هو «ضعف الدولة!» أمام تنظيم إرهابي أصبح هو الدولة، وهو من يقرر ما يشاء غصبا عن الدولة، وهذا يعني أن دولة لبنان أصبحت محتلة، وخاضعة لمشيئة وسياسة تنظيم الولي الفقيه في طهران عبر فرعه المتغول في بيروت!، وهذا هو الهدف الذي كان يسعى التنظيمان الإرهابيان إلى تحقيقة، وبصورة معلنة أعلنها قائد التنظيم اللبناني عدة مرات عبر خطابات معروفة، فالهدف كان وما يزال أن تكون لبنان جزءا من دولة تنظيم الولي الفقيه الكبرى، وهذا ما تحقق فعلا حتى الآن! الآن من الصعب، إن لم يكن مستحيلا التفريق بين تنظيم حسن وبين دولة لبنان، التي يتحالف رئيسها رغما عنه مع التنظيم، ويخضع لإرادته!. ليس أمام الدولة اللبنانية إلا ثلاثة خيارات محددة وواضحة، فإما أن تعلن عن وجودها القوي كدولة، وتتبرأ من هذا التنظيم الإرهابي، وتعمل على كبح جماحه وتحجيمه وسحب سلاحه وتحويل رموزه إلى ساحات القضاء، وإما أن تعلن عن عجزها وتطلب العون من الأشقاء والأصدقاء للتخلص من التنظيم الشرير، وإما أن تلتزم الصمت، وتسمح للسياسيين المنتمين إلى التنظيم باستمرار مهاجمة الأشقاء وتهديدهم، وفي هذه الحال سيتم النظر على أن لبنان كله هو تنظيم حسن، وهو التنظيم الذي لن يسمح العالم كله له بالاستمرار، وعلى دولة لبنان تحمل تبعات خيارها وقرارها، فوضع التنظيم وإرهابه لم يعد يطاق، ولا مناص من القضاء عليه، وتحجيم وتجفيف منابع دعمه في طهران!. لا يوجد عاقل يتمنى الحرب أو يريدها، فهي ليست نزهة، ولا أحد يعلم إذا بدأت كيف تنتهي، لكن دول المنطقة بتعاون ودعم دوليين لن تسمح للإرهاب بالمزيد من التغول، والتدخل في شؤونها الداخلية لزعزعة استقرارها، ومن الواضح أن تنظيم الولي الفقيه مستمر في غيه بدعم فرعه الأخطر في لبنان، وبقية خلاياه وفروعه الخطرة، ولذلك فإن خيار القوة سيفرض نفسه على الدول المتضررة، ومهما تطلبت هذه القوة من تضحيات، فهي أقل كثيرا من تكاليف الصبر على إرهاب معلن وصريح، والدول المتضررة من هذا الإرهاب كثيرة وقوية وقادرة سواء في المنطقة بقيادة المملكة، أو في العالم بقيادة أميركا!، ومثلما جرى ويجري من محاصرة وملاحقة آخر فلول «تنظيم داعش!» في العراق والشام، بقيادة التحالف الدولي، مثل ذلك يجب أن تنتهي خلايا وتنظيمات الولي الفقيه في المنطقة!. نقلا عن "الوطن"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up