رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

بعض إعلام مصر.. هلا تكف عن العبث !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كانت وما زالت مصر عمق العروبة وسيفها المجيد وبانية «قلبها» الحديث، وتجلى ذلك في المئة عام الأخيرة من عمر «الشرق»، لكن مصر التي نعرفها وعشقناها، تحتاج أن تنهض من سباتها العميق الذي ترسب فوق عينيها، فأثقل أهدابها، وغم على رؤيتها لنفسها ولأحبتها. فالعرب كلهم سيبقون على محبتها دائما، مهما تباعدت الخطى، والحضارة الإنسانية تتنظر على لهفة أن تنضم مرة أخرى لصفوفها المتقدمة. وهي لن تقوم بدون أن تعيش الحاضر، وتتخلص من ترسبات الماضي، الذي يغذيه تيارا اليسار والإخوان اللذان كونا تحالفا مشوها، يبيع ويشتري في مصر، ويقدم ذمته وقلمه ولسانه لكل من يدفع. ولأن تيار الإخوان الإرهابي توارى عن الأنظار بسبب الهبة الشعبية عليه، فقد تراجع خطوة خلف بقايا اليساريين، ومطلقات المنظمات الغربية، ومن يسمون أنفسهم بالحقوقيين والمدافعين عن حرية الشذوذ. الهجوم الذي يقوده اليسار وصحفه ومذيعوه وشاشاته في مصر ضد المملكة، بسياساتها وإرادتها ودورها المحوري في الشرق الأوسط والعالم، هو جزء من مسار عنيف، تسيره من خلف الكواليس حركة الإخوان بذراعيها المحلي والعالمي، وامتطت لذلك الهدف إعلاميي وصحف «اليسار» الذي حولته لمقاول يخوض معاركها الوسخة بدلا منها. هذا الخليط «المتعفن»، كان وما زال يسعى لهدم العلاقة السعودية - المصرية، فهو على يقين أنهما جناحا الأمة، إذا سقط أحدهما سقط الآخر. بالتأكيد السعودية تعلم أن ذلك التيار المسخ والمشوه لا يمثل مصر ولا قيادتها السياسية، لكن التأخر «الرسمي» في استئصاله أو الحد منه وتركه يتغول بجانب السياسة الرسمية، سيحوله إلى سياسة موازية، تضر ولا تنفع، ولن يقبل بها أحد. خلال السنوات الست الماضية منذ بداية «الخريف العربي»، تعامل يساريو وإسلاميو مصر مع السعودية بخشونة لا أخلاق فيها، وساعد في ذلك التغيرات السياسية المتلاحقة التي شهدتها مصر، وكان من المفترض أن ينعكس الاستقرار الذي بدئ منذ ثورة 30/6/2013 على الإعلام المصري بكل أطيافه، إلا أن هذا الإعلام بقي في بعضه أسيرا لنزعات مختلفة تكاد تعصف بروابط مصر مع حلفائها. بالتأكيد لا أحد يطلب من السعودية ومصر أن تخرج سياستهما من أدراج وزارة خارجية واحدة، ولا أن تتطابق وجهات نظرهما في كل القضايا المحيطة بهما، خاصة مع هذا التسارع في حركة المنطقة سياسيا وعسكريا وأمنيا. لكن المطلوب أن يكون هناك حرص على عدم الإضرار بمصالح الآخر، إضافة إلى التفاهم حول كيفية التحرك في المختلف فيه، وأين تكمن نقاط الالتقاء، وكيف نتفادى الاختلاف، فالدولتان كبيرتان ولكل منهما مصالحها المختلفة وأولياتها. ومصر التي لا تزال تئن من زلزال «الخريف العربي»، يتمنى عليها محبوها أن تقفز من مأزق سياسة اليسار الخربة، وديناصوراته المحنطة، وتنتقل إلى سياسة عصرية مبادرة، فالقيادة والزعامة لا تكون بالعودة للمفاتيح الصدئة، بل من خلال إستراتيجية نابهة تواكب التغيرات الدراماتيكية في العالم، حفاظا على «مصر» ومصالحها وفضائها الجيوسياسي. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up