رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

قتال بسبب بطيخة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا أدري كيف أودع سنة 2017، وكيف أستقبل سنة 2018؟!، هل أودع وأستقبل بالرقص والزغاريد، أم بالعويل واللطم؟!، ولكن لا أملك الآن إلا أن أقول: (يا لوعتي يا شقايا)، رغم ابتساماتي المزيفة. والآن بعد أن انتهيت من المقدمة، سوف أدخل في الموضوع وأقول: في ظني المتواضع أن 95 في المائة من الخصومات والملاسنات والاشتباكات بل والمقاتلات بين الأفراد، تبدأ بأسباب تافهة وبسيطة، ومن الممكن السيطرة عليها وحلها، لو أن العقول كانت هي الحكم. وللأسف فمعظم النار من مستصغر الشرر. وكذلك الحروب بين الدول، فالحرب العالمية الأولى مثلاً بدأت بشرارة واحدة - أي بمقتل فرد واحد - ألا وهو ولي عهد النمسا، لتندلع بعدها وتقتل في طريقها عشرات الملايين، وتعصف بمئات القرى والمدن وتجعلها ركاماً. وأصدق ما صور ولخص بلوى الحروب هو ما قاله الشاعر: الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا استعرت وشب ضرامها عادت عجوزاً غير ذات خليل لا أريد أن أثقل على القارئ وأدخل في متاهات الحروب بين الدول، لأنني لست (بقدّها)، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه. وسوف أقصر كلامي على الخصومات والشرر المتطاير بين الأفراد العاديين. فهاهما اثنان في بلد عربي تلاسنا بسبب بطيخة، الأول بائع والثاني مشترٍ، وتطور الخلاف بينهما إلى الاستنجاد بالأقارب، وكانت الحصيلة دخول 12 مصاباً في المستشفيات. وفي محافظة قنا جنوب مصر، اندلعت خصومة بين عائلتين، والسبب التافه في هذه الخصومة يعود إلى خلاف بين فردين أحدهما صاحب بقالة على فرق نصف جنيه مصري في سعر كارت شحن هاتف، تطور إلى مشادة ومن ثم تشابك أدى إلى مصرع أحدهما، ودخول أفراد العائلتين في صراع ثأري على مدار عام ونصف. ونتج عن ذلك سقوط 14 قتيلاً من كلا الطرفين. حتى الحمير، وهي الحمير المسالمة، لم تسلم من ذلك العبث، وذلك عندما قتل ثلاثة من مقاتلي «داعش» وجرح خمسة آخرون بعد انفجار عبوة ناسفة كانوا يفخخون بها حماراً، حسبما أفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ويعتقد أن الإرهابيين كانوا سيرسلون الحمار إلى جبال حمرين شمال شرقي البلاد لاستهداف قوات أمنية. وعندما عرفت الاستخبارات العراقية، أن وراء فكرة تفخيخ الحمار هي امرأة داعشية تلقب بـ(فكي التمساح)، بسبب معاقبتها لمئات النساء الأسرى بالعض، لهذا تعرضت تلك المرأة لهجوم انتقامي، وعندما قبضوا عليها أول ما فعلوه بها أنهم حطموا أسنانها التمساحية. وتخيلت لو أن تلك المرأة (العضاضة) قد وقعت أسيرة في يدي، فلن أحطم أسنانها، ولكنني سوف أسلطها على بعض أصحابي الثرثارين، ليجربوا العض على أصوله، ويعرفوا أن (الله حق).
نقلا عن "الشرق الأوسط"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up