رئيس التحرير : مشعل العريفي

لهذه الأسباب تعجز طالبان عن السيطرة على أفغانستان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد -24- ميسون جحا:عن أسباب فشل طالبان في تحقيق أي نصر في أفغانستان، كتب في مجلة "فورين أفيرز"، سيث جونز، مدير برنامج التهديدات الدولية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الحركة باتت أضعف من أن تحقق نصراً، ولكنها أقوى من التعرض لهزيمة كبرى.
ووفقاً للكاتب، رغم إظهار طالبان قدرة مدهشة على الصمود وتنفيذ هجمات كبيرة في مدن مثل كابول، فإنها أضعف اليوم مما قد يعترف به عدد من المحللين. إنها تقيد نفسها بإيديولوجية شديدة التطرف بالنسبة لمعظم الأفغان، ولقيادة شديدة الارتباط بطائفة الباشتون العرقية، ولاعتمادها الفائق على تكتيكات وحشية أدت لقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان الأبرياء، ونفرت منها أعداداً أكبر. ويضاف إليه تورط قادة طالبان بعمليات فساد، والاعتماد على دعم حلفاء خارجيين لا يحظون بشعبية بين الأفغان، مثل باكستان.
آمال خائبة ويشير جونز لمواصلة كبار زعماء طالبان التحلي بآمال بأنهم في يوم ما سوف يستعيدون السيطرة على كابول، ويطيحون بالحكومة الأفغانية، ويقيمون إمارة إسلامية متطرفة في البلاد. ولكن بالنظر لضعف التنظيم ولتصميم الولايات المتحدة على الاحتفاظ بقواتها في أفغانستان، تلك الآمال خائبة حتماً.
مأزق وكما يقول الكاتب، يوحي ضعف كل من طالبان والحكومة الأفغانية الحالية بأن الجانبان سيصلان، في المستقبل المنظور، إلى طريق مسدود. ولربما يتبادلان السيطرة على مناطق، ولكن يتوقع ألا يؤدي ذلك لتعديل ميزان القوة لأي منهما. وعند تلك النقطة، يصبح، برأي جونز، الخيار الأفضل بالنسبة لطالبان السعي للتفاوض على تسوية، نظراً لأرجحية عدم قدرتها على إلحاق هزيمة بالحكومة الأفغانية وداعميها الدوليين على أرض المعركة. ومن جانب آخر، قد تدعم كابول وواشنطن تسوية ما، لأنه لا يرجح تحقيقهما فوزاً عسكرياً مباشراً.
طالبان" الجديد" ويرى جونز أن طالبان كحركة تختلف حالياً عما كان عليه إبان التسعينات، عندما حكمت أفغانستان. فاليوم يتزعمها هيبة الله أخونزادة، رئيس قضاة سابق وزعيم مجلس الأمة التابع لطالبان، أعلى سلطة دينية للحركة. وقد حاول أخونزادة وقادة آخرون في طالبان كسب ود وعقول الأفغان عبر تمويل بعض مشاريع التنمية والتعهد بإصلاح النظام التعليمي. واليوم بات قادة طالبان أكثر دراية بالتقنيات الإلكترونية مما كانوا عليه في التسعينات، وهم يعلنون بفخر عن مواقعهم، ويشاركون بكتابة تعليقات على تويتر، ويصدرون مجلات بورق فاخر، رغم محاولاتهم منع مدنيين من الاستفادة من ذات التقنية.
نكسات كبيرة ويشير الكاتب إلى تمكن طالبان من السيطرة على مناطق ريفية، وتكرار هجماتها على كابول ومدن أخرى وإنشائها هيئة تنظيمية.
لكن طالبان واجهت أيضاً نكسات كبيرة. فبعد أن استولت، في سبتمبر ( أيلول)، 2015 على مدينة قندز، شمال أفغانستان، فقدت السيطرة على المدينة خلال أيام بعدما هاجمته قوات أمريكية وأفغانية. وفي عام 2016، فرضت طالبان ضغوطاً على عواصم عدة أقاليم، لكنها فشلت في السيطرة على أي منها.
أسباب الفشل وبحسب الكاتب تعزى أسباب فشل "طالبان" إلى عدة عوامل، أهمها مواصلتها التمسك بإيديولوجية شديدة التطرف بالنسبة إلى معظم الأفغان، الذين يميلون لشكل محافظ من الإسلام يسمح باستخدام التقنية المعاصرة والاستماع للموسيقى، والمشاركة السياسية، ومنح النساء بعض الحقوق.
ولذا، لا عجب، برأي جونز، بما كشفه استطلاع للرأي أجري في عام 2015، من أن 92٪ من الأفغان يؤيدون الحكومة في كابول.
للاشتراك في خدمة “واتس آب المرصد” المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة “المرصد سبورت” أضغط هنا

arrow up