رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد بن سليمان الأحيدب
محمد بن سليمان الأحيدب

من عجائب اجترار المستشار

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

على مدى 37 عاما من العمل الحكومي، تراوحت بين المراقبة عن قرب وعضوية اللجان وتولي مسؤوليات قيادية، خرجت بانطباع عام (ليس دراسة علمية بحثية) أن توظيف المستشار في الوزارات والدوائر الحكومية أمر يغلب عليه طابع التنفيع والبطالة المقنعة بقناع فساد أو غبن وصرف مبالغ طائلة على أقل إنتاجية أو لا إنتاجية.
سبق أن كتبت أنني عايشت مستشارا لا يحضر إلا الاجتماعات، وآخر لا يحضر إلا يوما في الأسبوع، وثالث لا يحضر إلا لاستلام الراتب، ورابع لا يحضر أبدا ويرسل سائقه لاستلام الشيك كل شهر!.
ومع ذلك لا أرى مانعا من أن يستشار وبمقابل متخصص خارق للعادة في تميزه أو ندرة تخصصه، ولكن يحاسب على عدد ما قدم من استشارات مكتوبة في تقارير، وليش شرطا أن تحقق النجاح، فالمثل الشعبي يقول (المغسل ما يضمن الجنة).
الذي لاحظته مؤخرا في بعض الوزارات أعجب وأغرب مما ذكرت بكثير، لقد رأيت أعضاء شورى سابقين يعملون في الوزارة كمستشارين للوزير مع أنهم ليسوا من النوابغ ولا من المتخصصين في مجال الاستشارة ولا ممن تركوا بصمات في مجلس الشورى تذكر فتشكر وتخلد تحت القبة في شكل مقترح موفق أو مشروع وطني إيجابي، بل على عكس ذلك فبعضهم دخل الشورى وخرج وعيناه تشخص تحت زجاج النظارة تتأمل القبة مستغربة كيف قبع صاحبها تحتها وخرج كما دخل! وآخر ملأ أرجاء القبة ضجيجا ومشاغبة دون أن يرسو على بر مقترح أو قرار مفيد!.
هل ينقص الوطن الكفاءات والمبدعون والمتخصصون من الشباب المتفرغين حتى يحاول إعادة اكتشاف أناس منحوا الفرصة كموظفين ولم يبدعوا ثم أعضاء شورى غير فاعلين، فيعيد اجترارهم بعدما بلغوا من العمر عتيا كمستشارين للوزير؟!.
يمكن للعقل قبول استغلال وإعادة استغلال وعصر ذهن مبدع مخلص متفانٍ خارق للعادة كغازي القصيبي، تغمده الله بواسع رحمته، الذي كان أينما حل أنجز ونجح وأبدع، أما مثل هؤلاء فإن اجترارهم لا يمكن تفسيره إلا بالتنفيع المبني على صداقة أو قرابة أو مسقط رأس وسقوط. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up