رئيس التحرير : مشعل العريفي

محمد آل الشيخ: الخصوصية السعودية (وهمٌ).. وهكذا سقطت الجمعة الماضية!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أشاد الكاتب الصحفي محمد آل الشيخ، بقرار السماح للمرأة بحضور المباريات الرياضية بالمدرجات لأول مرة في تاريخ السعودية، مشيرًا إلى أنه بذلك يكون قد سقطت واحدة من خرافات (الخصوصيات السعودية).
الخصوصية السعودية
وقال آل الشيخ في مقال له بعنوان "الخصوصية السعودية (وهمٌ).. وسقط" على صحيفة الجزيرة السعودية: "أكبر وهمٍ كاذب عرفه السعوديون في مفاهيمهم، وعاش معهم قرابة أربعة عقود خلت، كان ما سماهُ الصحويون (الخصوصية السعودية). كنا حينها نسأل: لماذا هذا ممنوع، وذاك محظور، والآخر مشروع؟.. ولماذا لا نكون مثل عباد الله في هذا الشأن، أو تلك القضية؟.. فينبري لك أحد الصحويين بالقول: إنها الخصوصية السعودية، تلك الخصوصية المزعومة، التي تحولت مع الزمن إلى قيود وأغلال، أعاقت مسيرتنا التنموية، وأضعفت بناء إنسان العصر".
اليوم المشهود
وأضاف آل الشيخ: "يوم الجمعة الماضي، وفي يوم مشهود، تم كسر إحدى تلك الخصوصيات المزعومة والمتوهمة، التي كان غلاة الصحويين يصرون عليها، وكأنها ثابت من ثوابت الدين، التي لديهم عليها من الله دليل واضح جلي".
وتابع: "سمحت الحكومة للمرأة بحضور المباريات الرياضية لأول مرة في تاريخنا، وانتهى الحدث بسلاسة دون أن تُسجل (إطلاقا) أي حادثة تحرش، أو احتكاكات، كان مرجفو المدينة يخوفون منها، وأهم من ذلك كله سقطت واحدة من خرافات (الخصوصيات السعودية) التي لا تجدها قط إلا في بلادنا، والتي سئمنا منها، ومن ترديد الصحويين لها، وكأننا كائنات ذات طبائع خاصة، غير بني البشر".
سقطت الخصوصية الكاذبة
وزاد: "ومثل ما سقطت هذه الخصوصية الكاذبة، واتضح للعوام الذين كانوا يحذرون منها، أنها مجرد وهم ليس له وجود إلا في أذهان من اختلقوها، فإن هناك كثيراً من تلك الخصوصيات المزعومة، وبالذات المتعلقة بالمرأة وحقوقها، مازلنا ننتظر المبادرة بإسقاطها".
الصحويون المتأسلمون.. والمرأة
وأكمل الكاتب الصحفي: "ولا أعتقد أن الصحويين المتأسلمين جنوا على أحد مثلما جنوا على المرأة السعودية؛ وهذا يظهر في منتهى الوضوح عندما نستعرض تاريخ التنمية البشرية، وبالذات بما يتعلق بالمرأة. ففي بداية الستينيات من القرن الميلادي المنصرم، خاض المتفتحون حينها واحدة من أهم المعارك لإخراج المرأة من جهلها وأميتها، وإتاحة الفرصة لها لأن تكون كائنا إنسانيا متعلما ومشاركا في نهضة بلده، بافتتاح مدارس تعليم البنات، ثم بُلينا بالصحوة المتأسلمة المشؤومة في بداية الثمانينيات من القرن نفسه، التي أدخلت المرأة دهاليز الظلام، واستغلال مسألة العرض والشرف لدى الرجل، ففرضت عليها من الأغلال والقيود، ما انتهك كثيرا من حقوقها الإنسانية، وقيد استقلاليتها، ناهيك عن حريتها، أرغمها على أن تكون (تابع ذليل) للرجل، أي رجل، شرط أن ترتبط معه بوشائج قربى، حتى وأن كان ابنها المراهق؛ والمحزن أن هناك نساء (صحويات) كن يدافعن عن مصادرة حقوق وحريات المرأة، ويقفن بكل قوة ضد استقلالها، ويرسخن ولاية الرجل عليها، بحجة أن ذلك من تعاليم الإسلام".
الوطن المعطاء
ومضى بقوله: "ومضت الأيام، حتى رزق الله هذا الوطن المعطاء، بملك هُمام، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا مُزايدة أفاك متأسلم، كما رزقه بولي عهد شجاع مقدام، فبادرا بخطوات مدروسة إلى تحرير المرأة من جهة، ومن جهة أخرى (طبّع) علاقات مجتمعنا مع بقية مجتمعات دول العالم المتحضر، وأعاد أولئك المرجفين الغلاة إلى المقاعد الخلفية، حيث يجب أن يكونوا".
وأختتم مقالته: "ما حصل يوم الجمعة الماضي في ملعب الجوهرة في جدة، حين حضر النساء مباراة في كرة القدم، هو يوم تاريخي، يحمل في طياته دلالات كثيرة، لعل أهمها على الإطلاق أن وهم (الخصوصية السعودية) سقط واندثر إلى الأبد، وأصبحنا مثل خلق الله في كل بلاد العالم".

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up