رئيس التحرير : مشعل العريفي

قبل أن يتطور الأمر لما هو أخطر.. فهد الشقيران: هذا الأمر الملكي أخمد نار "الصحوة"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: ألقى الكاتب والباحث السعودي فهد سليمان الشقيران، الضوء على الكواليس والملابسات التي أنشأت فيها وزارة الشئون الإسلامية في السابع من أكتوبر عام 1993. وأوضح "الشقيران" أنه صدر الأمر الملكي بإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية، ليكون اسمها الكامل: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، منوها إلى أنه في ديباجة الأمر أن التأسيس جاء بعد ما عرضه الشيخ المفتي العام عبد العزيز بن باز: «من ضرورة إيجاد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والإرشاد والدعوة إلى الله سبحانه، وتأييدنا لذلك. الحركة الإسلامية وأكد "الشقيران" في مقال له بعنوان: "الخطاب الديني شهادة تشخيص الصحوة"، منشور بـ "الشرق الأوسط"، أن الظرف الذي كانت تعيشه الحركة الإسلامية في المنطقة في ذلك الوقت كان على مستوى من الانفلات والاندفاع، مشيرًا إلى الخطاب الصحوي المضارع لحرب الخليج، ومن ثم الاستعانة بالقوات الأميركية، وصعود «الأدبيات الجهادية» بعد الحرب الأفغانية السوفياتية. ورأى الكاتب أن كل ذلك جعل الحكومات تهتم أكثر من أي وقت مضى بضبط الخطاب المنبري، ولجم توظيفه سياسياً.
ولفت الكاتب أنه قبل تأسيس الوزارة، كان يمكن لأي شخص إلقاء أي محاضرة في أي جامع بمجرد لصق عنوان على المساجد والمتاجر المجاورة، ويمكنه إعلان مواقف سياسية مصيرية بزعقةٍ منبريةٍ واحدة. وتابع الكاتب: لذلك كان أمراً جنونياً بحق، على الحكومة إيجاد صيغة تجعل الخطاب الديني مؤسسياً، من أجل حصار حالة التسييس التي طغت على كل الحركة الدينية آنذاك، بحكم تسيّد الصحوة للمشهد. إخماد النار وأضاف الكاتب: بعد الأمر الملكي بأشهر، في بحر عام 1994، كان لا بد من إخماد تلك النار؛ إذ تم ضبط رموز ما سميت بالصحوة آنذاك واحتجازهم قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أخطر. ونوه الكاتب إلى أنه قبل أيام، أصدر الدكتور توفيق السديري، نائب وزير الشؤون الإسلامية، كتاباً بعنوان «تشخيص الصحوة - تحليل وذكريات»، وفيه يحاسب محطاتٍ من تلك المرحلة؛ مؤكدًا أنه كتاب جريء من شخص بمنصبه هذا. وأشار "الشقيران" إلى اعتراف المؤلف بأن المرحلة المعيشة الآن خدمته في إخراج الكتاب من الدرج ودفعه إلى المطبعة، موضحًا: قد عُرف السديري لدى الفاقهين بتوازنات الوزارة، إدارياً وفكرياً، بأنه من الناقدين للتيارات الإخوانية والسرورية (الصحوية) منذ سنين مضت. الإخوان المسلمين وقال الكاتب: الوزارة منذ تأسيسها لا يمكن أن تكون خارج تنافس التيارات الإسلامية. فمن جهةٍ، لدى الإخوان المسلمين استراتيجياتهم في البحث عن مفاصل قيادية، بينما يرغب التيار السروري في مزيدٍ من النفوذ على المستويين: الدعوي المنبري، والمساجد والجوامع. ويعادي هذان التياران النافذان تيار «سلفية أهل المدينة»، التيار المعروف بـ«الجامية»، وله حظوظه الأقل مما التهمه سابقاه
وأردف الكاتب: الوزارة لديها الوزارة أكثر من تسعين ألف مسجد وجامع وانه تتقاطر التيارات للهيمنة على أكبر حصةٍ منها، راغبين في احتكار وعي المجتمع. الحراك الفكري وأشار الكاتب إلى ما ذكره الدكتور توفيق في كتابه حيث يقول: «لامس جيلي مرحلة الانكسار لليسار القومي، وبداية توهج الفكر الحركي الإسلامي، أو ما يمكن أن نسميه فكر التفسير المصلحي التوظيفي للدين، وتحديداً المصلحة السياسية، فعرفت عن بعد وتابعت الحراك الفكري السابق لجيلي الذي كان متوهجاً قبل حرب 1967.. لكني لم أعايشه لأسباب أهمها المرحلة العمرية، وكذلك كوني نشأت في محيط محافظ وبيئة دينية موالية بعمق للهوية والدولة السعودية، ولذلك قد لا أستطيع الكتابة عنه كما أكتب عن الحراك الفكري الحركي الإسلامي السياسي، لأني عايشت هذا الآخر في المدرسة والمسجد والجامعة ومناشط الثقافة ومختلف مناحي الحياة». آثار الصحوة وأوضح الشقيران أن الدكتور توفيق السديري يناقش في كتابه: بدء تكوين الإخوان المسلمين، وحادثة جهيمان، وآثار الصحوة، مبينًا: قد كتبت الصحف السعودية مراجعاتٍ كثيرة تبين مستوى أهمية هذا الكتاب لجهة منصب وحيثية كاتبه. وطالب الكاتب بأن يتم تحويل الكتاب إلى برنامج عملٍ في وزارة الشؤون الإسلامية، وذلك بغية تحصين العاملين والمتأثرين بالمنابر التابعة لها من غلواء الأفكار الراديكالية المنتمية للحركة الإسلامية، وهذا ليس صعباً، بل يصب في صميم عمل الوزارة، مؤكدًا أن ذلك من الأهداف والسياسات الأساسية للوزارة،. المحتكرين للمنبر واعتبر الشقيران أن كتاب الدكتور توفيق، يمكن الإفادة منه لصقل التأهيل للمسؤولين عن الخطاب الديني، والمحتكرين للمنبر الخطابي، قائلًا: السديري ليس بعيداً عن رسم السياسات، وأخذ مجالات العمل الدعوي إلى أفقٍ أرحب، يتجاوب ويتواءم مع النقلة السعودية الكبرى ضمن المخطط المرسوم لتجاوز الثلاثين سنة الماضية التي أهلكت وأرهقت وأنهكت المجتمع والحكومة. واختتم الشقيران مقاله بقوله: لنأخذ من التجربة عبرةً لنا، والمؤسسات الحية والحيوية هي التي تقود المجتمعات إلى التغيير، خصوصاً أن هناك رغبة سياسية في ردم تلك الهوة، وتجاوز ذلك الخطاب القديم، إنها مهمة صعبة وضرورية لئلا نكون ممن يفتنون في كل عامٍ مرةً أو مرتين، ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up